رسالة المثقف ووظيفته من وجهة نظري ان يزرع الامل في نفوس الناس وان يبحث عن سبل الخروج من الانفاق وهنا لا اقصد انفاق لطفي النفق.
قلت يجب ان نبحث نحن المثقفين والملاحظين للشأن العام عما في تونس من مصادر للخير والعزة والكرامة والمثقف لا ينظر الى حدود رجليه او انفه بل يملك قدرة الرؤية البانوراميك أي التي تعتمد على التحليق من فوق لمشاهدة ما يحصل في الأرض كالنسر.
فبالرغم من عربدة زعماء النقابة الانتهازيين فإنني على يقين ان في العمال من اختنق بريحة البزنيس للقادة وهم من كرتون لا غير وانهم ينتظرون الوقت لتغيير المسار.
وبالرغم من ضحالة السلطة المركزية فإنني على يقين من ان السلطة المحلية سيكون لها شان كبير وسوف تحقق مكاسب للناس لأنها مستقبل الامل والعز والكرامة.
وبالرغم من ان الاعلام ما يزال حبيس وسجين ثقافة الخوف والاستكانة فإنني على يقين ان من الإعلاميين من يحاول بل ويسعى الى كسر القيود عليه.
وبالرغم من يئس الشباب ورغبتهم في الخروج من البلاد فإنني على يقين من الكثير منهم من يصنع ويبدع ويبني فليسوا كلهم يائسين ولا مهزومين .
وبالرغم من ان الفقر يزداد يوما بعد يوم فإنني على يقين من ان في تونس لا أحدا يموت جوعا لان التضامن الاسري والاجتماعي ما يزال حيا في القلوب.
وبالرغم من بعض الفنانين ما زالوا يحنون الى الماضي التعيس ويكررون النسخ البالية فإنني على يقين ان هناك من الفنانين من يكفر بالقوالب الجاهزة ويسعى الى الابداع خدمة للقيم والمثل.
وبالرغم من مظاهر السرقة والبراكاج فإنني على يقين من ان الشعب يسكون يدا واحدة ضد الاوباش والمنحرفين.
وبالرغم من ان الرجل المرض في تونس واقصد الشيخ او الامام ما يزال خائفا ومتكاسلا فإنني على يقين من وجود أئمة سوف يرتفعون بالخطاب ما يسمى بالديني الى مستوى التحديات .
وبالرغم من سوء ونذالة وسقوط وخيبة وتعاسة وكأبة منظر السياسيين فإنني على يقين من ان سياسيين جدد هم على الطريق سوف ينتشرون في ربوع البلد فيحدثوا ثورة في عالم السياسة.
لذلك كله فانا متفائل جدا وسوف تبديكم الأيام .