اليوم ضحايا الانتهاكات يساعدون على البناء الجديد. كان لهم الفضل في تعرية الاستبداد، إذ استهدف كراماتهم ووجودهم وإنسانيتهم، وهم اليوم يوفّرون الفرصة لجلاّديهم حتى يطلبوا الاعتذار منهم. هكذا يتسع الوطن.
إن حساسية الموقف لا تحتمل اللغو والجدل بقدر ما تحتمل الاستيعاب من أجل التجاوز بأخف الأضرار للجميع ، ولا يتسنى ذلك إلا باحترام هذا المسار خاصة في رمزيته
إن ما يهمنا اليوم هو أن تدفع هذه التجربة البلد إلى الأمام ، ولن يحصل ذلك إلا عندما يشعر الضحايا أنه تم إنصافهم خاصة على المستوى المعنوي والرمزي ، وهذا مرتبط بردة فعل الجلادين ورموز منظومة الحكم الذي زجّ بهم في هذا المستنقع
بعد أن تأكد لنا تسامح وعفو المعذبين في تونس وتنازلهم عن القصاص من جلاديهم خاصة بعد أن أتيحت لهم فرصة أخذ ثأرهم بأيديهم خلال زمن الثورة الأول عندما كانت الضباع مذعورة مستسلمة تنتظر قدرها ، ولكن هل تأكدنا من أن الجلاد سيقبل عفو ضحيته ؟
Les Semeurs.tn الزُّرّاع