والأخطر من ذلك هو ما كشفه الرياحي عن وقوف شفيق جراية وراء اقتراح تسمية الشاهد رئيسا للحكومة. وهو ما جعلنا نكتشف الماسك بمفتاح المنظومة كلها في تلك الفترة أو ما يمكن اعتباره سيدها الفعلي، أحد رؤوس الفساد، وحيث أن البقية مجرد خدم أو ألاعيب من حيث لا يشعرون ولا يعلمون.
مات الباجي قايد السبسي، مات الشخص. هو الآن في حرمة الموت. محميّ من كلّ حماقات اللغة. لكنّ من يموت رئيسا لا يحتاج إلى أيّ نوع من العزاء؛ لأنّ موته ليس ملكاً له، فهو جزء من سردية أكبر منه.
"الفوت أوتيل" هي من العبارات المفتاحية في الانتخابات التشريعية لسنة 2014، مثلها مثل "قطع الطريق" على المرزوقي في الانتخابات الرئاسية في نفس السنة، وقد دخلت العباراتان التاريخ، وها أنهما تعودان هذه الأيام
يقدم التاريخ درساً للرئيس الباجي، فقد كان غير بعيد عن اغتيال بن يوسف، وانتهت به السياسة إلى الاستثمار في اغتيالات حدثت بعد الثورة، ولكن مكر التاريخ أنقذ به الثورة -حتى الآن- ولكنه لم يمنحه مكانة في قائمة الشهداء.
للأسف , تخوف المنظومة القديمة من الانتخابات ,لان سجلها كان خلال فترة حكمها سلبيا مائة في المائة ,بالارقام وبالواقع الملموس , قررت اللجوء الى سياسة الهروب إلى الامام...فأعادت رسكلة نفسها مرة ثانية..لكن تحت يافطة جديدة..مسخرة "تحيا تونس"..
لا أحد ...سيصدّق او حتى يتظاهر بالتصديق ان رئيس الجمهورية التونسية محمد الباجي بن حمدة قائد السبسي أسبع على سجين الحقّ العام برهان بسيس عفوا رئاسيا خاصا خالصا لوجه "الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الانسان".....
تشنجات الرئيس التي تجسمت في ما أتاه من ردود أفعال متتالية، تؤكد أن النظام الرئاسي لا يصلح لبلادنا، وإنما حسبنا النظام البرلماني رغم ما فيه، فهو أضمن للتوازن بين السلطات، وللحيلولة دون تغوّل من يسكن قرطاج
Les Semeurs.tn الزُّرّاع