وفي الخطاب الثاني تطرّق ماكرون إلى المسألة اللغوية الفرنسية كمسألة أمن قومي، فاللغة هوية واللغة تاريخ ومن لا لغة له لا هوية لا، هذا ما قاله ماكرون للفرنسيين عامة ولأهالي الكورس خاصة، وهذا ما لم يقله للتونسيين وليوسف الشاهد رئيس الحكومة خاصة.

في النصف الثاني من القرن العشرين انتبه الإسلاميون بعد أن انتبه اليسار العربي عامة إلى أن الفن يمكن أن يشكل حاملا ثوريا مناضلا. ضد الدكتاتوريات وضد الاستعمار خاصة الصهيوني منه وكان للفن الفلسطيني قصب الريادة ثم تولد من ذلك فن ملتزم بقضايا الأمة في مجالات الشعر والغناء والمسرح والسينما.

مشفق أنا على هذا الجيل ولا أكتب بعدوانية بل إن التعاطف معه يثير غضبي. لقد قضت الأجيال السابقة له دهرا طويلا وهي تتصارع حول ماهية المشروع الثقافي العربي ولم تصل إلى ثوابت يعاد إليها في التربية أولا وفي الإنتاج الثقافي لاحقا. ولسوء حظ هذا الجيل أن دفعه الآباء إلى صراع هووي يضعه بين خيار داعش المتأسلم

الزرّاع جريدة رأي مستقلّة، هي ثمرة تفكير طويل حول المواطنة كما نتمثّلها في فترة الانتقال الدّيمقراطي. وهي ثريّة بتنوّعها وبتقاطع تجارب عديدة داخلها.