عشت كامل الاسبوع الماضي متنقلا بين مدينة الثقافة ودار الثقافة ابن خلدون ونادي الطاهر الحداد ..حيث حضرت ندوات .ولقاءات واستمعت الى محاضرات ..كانت كلها جيدة و متميزة نظمتها شخصيات ذات اشعاع واسع ومؤسسات ثقافية اعتبارية او منظمات نشيطة او اندية متفاعلة مع محيطها …
-توة تشوف ،الاّما يطيح فيك سيدي حميدة يجعلنا في بركتو،لخاطر تتبولد على بناويت النّاس،برّا هزلو شويّة شمع وجاوي وڤلّو سامحني.
رسخ حرف الباء في ذاكرة هنيّة الأميّة ،وظلّت تميّزه عن بقيّة الحروف طيلة حياتها،وكانت تأخذ مني كتبي،وتضع إصبعها على حرف الباء دون بقيّة الحروف !
مساء ذلك اليوم القائظ من أيّام جويلية،ارتفعت حرارتي بشكل ينذر بالخطر،"شلّطتني يمّة "ووضعت لبخة لا يعرف سرّها غيرها على جبيني كي تمتصّ حرارتي،ومن خلال الروائح العطنة التي تنبعث منها من الممكن أن نتبيّن تركيبتها بدقة :رائحة البصل والثوم والقرفة والقرع الأخضر والبيض وعود القرنفل وزيت الزيتونة،
والله يا ابن العمّ ما خلت يوما أنّ الدّهر سيفرّق بيننا ,وقد عشنا أياما وليالي نعبّ من الدنيا فلا نشبع,أرعاه مثل طفل وأقوم على حاجته وأطبّبه ,وأهتمّ بشأنه مثل أمّ رؤوم…
طلبت منها أن تخفض صوتها وأن تغادر المكتب وتعود من حيث أتت قبل أن يتفطن والدها لغيابها واعدا إياها أن أعود مساء ذلك اليوم للدوار,ولكنها لم تغادر المكتب إلا بعد أن أقسمت لها أنني أنا أيضا "توحشتها برشة".
لاباس نعيمة,صرخت فيها وأنا أحاول أن أمنعها من احتضاني أمام سيدي عبد الكريم,ولكنها أفلحت رغم ذلك في تطويقي بذراعيها,لتهمس لي:توحشتك,وجبتلك شوية كسرة وشامية وحلقوم,لاباس الطيب ولد عمي,وشبيك ما روحتش من المبيت عندك ثلاثة جمعات؟
Les Semeurs.tn الزُّرّاع