حراك ثقافي يستحق المتابعة وهذه بعض مظاهره

عشت كامل الاسبوع الماضي متنقلا بين مدينة الثقافة ودار الثقافة ابن خلدون ونادي الطاهر الحداد ..حيث حضرت ندوات .ولقاءات واستمعت الى محاضرات ..كانت كلها جيدة و متميزة نظمتها شخصيات ذات اشعاع واسع ومؤسسات ثقافية اعتبارية او منظمات نشيطة او اندية متفاعلة مع محيطها ..جعلتني استفيد وأحس بضرورة ان يعرف الجميع ان في تونس حراكا ثقافيا يستحق المتابعة فيه نكهة خاصة لان الحرية التي يتمتع بها التونسي الان ومنذ سنوات تصنع الفارق والاختلاف ..

وسأحاول ان اعطي فكرة عامة عن بعض ما تفاعلت معه ثقافيا وأدبيا هذه الايام تباعا .. مع الاشارة الى ان كامل البلاد تعيش حراكا ثقافيا ولا بد من الاستفادة منه بعيدا عن روح العدمية التي اجبرت الكثير منا على تبنيها نتيجة هذه الصراعات بين السياسيين والأحزاب ابعدت تونس عن مساراتها التي كان يمكن ان نتمتع بها اكثر ونتبين اهميتها اكثر لأنها على الاقل تبعدك عن اجواء البلاتوهات السياسية المليئة بالأكاذيب المفزعة والأباطيل القاتلة والترهات الاجرامية ..ويدخلك في اجواء ثقافية نتنفس من خلالها بعض نسمات الحرية وبعض الصدق وبعض الحياد ..وبعض المعلومات الحقيقية ..

فلسفة وثقافة وكرسي اليونسكو

لقد حضرت لمدة يومين عدة موائد مستديرة بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة نظمها كرسي اليونسكو الذي يشرف عليه الاستاذ والباحث والفيلسوف فتحي التريكي الذي اختار مبحث الفلسفة والثقافة بالتعاون مع وزارة الثقافة ..بمدينة الثقافة وفي رحاب معهد تونس للترجمة ..وذلك يومي الاربعاء 5 والخميس 6 ديسمبر الجاري ..فيها مجموعة كبيرة من المداخلات الفلسفية والفكرية قدمها اساتذة في الفلسفة
من جامعات تونس وصفاقس وسوسة والقيروان ..ومن جامعات اجنبية في السينغال وفرنسا واسبانيا والبرازيل والجزائر وكان الجمهور المتابع هو الاخر متميز فيه اساتذة من الوجوه الثقافية المعروفة .وفي الجمهور ايضا بعض المثقفين من البلاد العربية مثل مصر والجزائر والمغرب وتابعها طلبة الشهائد العليا في الفلسفة وعلم الاجتماع ..

د. محمد ايت ميهوب واستراتيجيات الترجمة

كما استمعت صباح الجمعة الثامن من ديسمبر الى المحاضرة الاولى ضمن سلسلة لقاءات ينظمها معهد تونس للترجمة بمدينة الثقافة حول امكانية وضع استراتيجية للترجمة في تونس ..القاها الدكتور محمد ايت ميهوب بحضور الدكتور توفيق العلوي مدير معهد الترجمة وتنشيط الدكتور عبد الحليم المسعودي صاحب جمهورية الثقافة في التلفزة الوطنية و وحضرها عدد من المهتمين بالترجة والثقافة بصورة عامة..

فاطمة الشريف في منتدى توفيق بكار

وقبلها بيوم كنت سعيدا بلقاء الكاتبة الروائية والشاعرة فاطمة الشريف التي لم ارها منذ اكثر من ست سنوات واستضافها منتدى توفيق بكار للسرديات الذي يشرف عليه مؤسسه بنجاح الاستاذ مصطفى المدايني وبحضور زوجها المصري الدكتور عمر محفوظ ..وهو باحث وناقد ادبي متابع للحركة الثقافية في تونس ومصر ..و بمشاركة الناقد مراد ساسي ..وعدد من احباء الادب وأصدقاء فاطمة الشريف ...التي تحدثت عن تجربتها مشيرة الى بعض النجاحات العي حققتها في تونس ومصر والجزائر ..

شعر وشعراء في الطاهر الحداد

وفي نادي الطاهر الحداد في المدينة العتيقة كانت لي مشاركة بالحضور في امسية ادبية عن الشعر وفي الشعر حيث استمعت الى مداخلة نقدية حول الشعر للناقد مراد ساسي والى عدد من الشعراء بعضهم لم يسبق لي ان استمعت اليهم ..وهم ليسوا من الشباب وربنا تكون الثورة قد اطلقتهم ..

وسأعود الى هذه التظاهرات الثقافية والفكرية بشيء من التفاصيل تعميما للفائدة …

اليوم وغدا

مع التذكير باني سأكون هذا المساء في نابل ضيفا على دار نابل ببطحاء فرحات حشاد …حيث سيتم تكريمي مع ثلة من الذين اختارهم المنظمون …

وغدا بداية من الثالثة مساء سأحضر الحلقة الثانية من نشاط صالون همسات ادبية الذي اسسته الشاعرة والكاتبة القصاصة نعيمة المديوني في رحاب المعهد الرشيدي للموسيقى التونسبة .. وفي هذا الصالون محاضرة حول الصالوانت الادبية وأثرها على الثقافة والأدب يلقيها الاستاذ الباحث رشيد القرقوري ..

وسيكون الشاعر ابو وجدان الصادق شرف مفتتح الامسية لهذا الصالون ليؤثث جانبا منه بشعره يليه عدد من الشعراء وقد قبلت نزولا عند رغبة الصديقة نعيمة المديوني المشاركة في هذه الامسية بقراءة قصيدة من كتاباتي …مع العلم اني لم اتعود على قراءة بعض ما اكتب من شعر او قل بعض النصوص الادبية التي اكتبها ولا اريد ان اعتبرها من الشعر انما اعتز بها لروحها الادبية ..وبعدها الانساني.