وما قيمة المفكر إذا لم يكن متمردا على عالمه من أجل عالم أفضل، وبخاصة إذا كان الواقع ذاته ينطوي على إمكانية العالم الأفضل.
هذه النوعية من البشر لا ينفع العقار ما افسده الاستبداد فيها و لا دواء لها إلا انتظار حكم الزمن فيها كي تنقرض كما يفرضه قانون البيولوجيا ...هناك لحظات تغيير يستحيل فيها كل اصلاح جزئي للفساد فيأمر الله انبياءه بأن يتركوا تلك الارض و اولئك البشر ممن حقت فيهم كلمة الله لينجز فيهم التاريخ حكمه بالإزالة …
ليس من قبيل المصادفة أن يدخل الكواكبي موضوعه ـ الاستبداد ـ بذكر المفاهيم المترادفة والمتقابلة. إنما أراد مباشرة أن يضعنا في مناخ الخيارات الإنسانية، فالمفهوم الأساس هو الاستبداد وتقوم مقامه مفاهيم أخرى: استعباد، اعتساف، تحكم. أما المفاهيم المناقضة فهي مساواة، حس مشترك، تكافؤ، سلطة عامة.
لا نقصد بالتاريخ هنا أحداث الماضي ووقائعه، وإنما الواقع نفسه. ونقصد بانفجار التاريخ نشوء الصراعات بين الجماعات والدويلات والدول على الأرض والثروة والسلطة. التي تتخذ شكل الحروب والثورات والنزاعات. أما فجور التاريخ فنعني به ما يرافق هذا الانفجار من قتل وتدمير وخراب ومآسٍ ما أنزل الله بها من سلطان.
في مثل هذا اليوم 14 جانفي 2011,إستنشقنا لاول مرة هواء نقيا,هواء الحرية والاستقلال الحقيقي إنتزعه شعبنا ضد أبشع إستعمار ,الاستعمار الداخلي ,لان الاستقلال دون حريات ,دون عدالة إجتماعية ,دون كرامة ... تدجيل وحديث خرافة
الشعوب تعلمت كيفية النهوض في وجه الحاكم الظالم المستبد الفاسد. وهو ما يحتاج إلى إختمار في وجدان الشباب وفي وجدان كل فرد عربي، كي تترسخ لغة الرفض لكل ما يخرجنا عن إنسانيتنا، ويجرح كرامتنا، ويسرق أرزاقنا، ويطبق علينا وحدنا قوانينه الجائرة
ذهب الرّاعي ذات شتاء، ولم يأخذ معه التواكل و الكسل و لم تقدر ثقافة التّحضر و المبادرة و الابتكار و المواجهة من الصّمود بل راحت كلاب المستبدّ تروّج بأنّ المنقذ سيعود يوما و يخلّصهم من حماقة الحريّة
Les Semeurs.tn الزُّرّاع