في هذا البلد تقول :
هذا فساد وهذه وثيقة الفاسد. و إليك المرجع القانوني على الخرق.
يظهر من جهة الأوغاد:
هذه شعبوية وهي متحاملة و هو على حقّ و لم يحدث أي خرق. بل هو دليل على استمرارية الدولة. المقلق. أنّ شعب طاسة التلفزة و كسكاس الأكاذيب يتغلّب على البراهين. و يصدّق حرامية علي باب و يقولون في برامجهم المعلبة بالكذب الصّافي : موتوا احمصوا سنقهركم بمزيد نهب المال العام. و الشّريف فيكم يتعرّض لنا.
ربّما يفكّرون في إصدار قانون يمنع التّشهير بالفاسدين.
قال له :
أنا لا أثق في الإعلام العمومي، فالبارحة شاهدت نائبة تصرخ في وجه الوزير بأنه كذّاب. و في لقاء تلفزي أخرجت الصحفوتة و ضيفها النّأئبة مشعوذة. فهو مصبّ زبالة الأكاذيب.
أجاب صديقه:
أنا أثق في الإعلام العمومي، فلا يحضره إلا الفاسدون.
سمعت، ولم أر بالعين.
يقال، و العهدة على الرّاوي العليم، أنّ لجانا انتصبت لفبركة برامج تربوية جديدة، و يتبع تلك اللجان زرافات من لفائف بشرية تسير في لهاث سريع قصد تأليف كتب جديدة.
العاقل عندما يستمع إلى هذه الأقوال يحتاج توضيحا بالنفي أو الأيجاب. فهل يعقل أن تتغيّر البرامج و الكتب ولم يقع إصدار القانون المنظم للتربية؟
*
في السّنة الفارطة تمّ تغيير الكتب في الابتدائي. فهل ننتظر كتبا جديدة و برامج مولودة قيصريا؟
ميراث الاستبداد
أسوأ ما يبقى عالقا في ذاكرة المستعبدين زمن الاستبداد هو الوقوف في الرّبوة و انتظار توجيهات الرّاعي الكبير.
ذهب الرّاعي ذات شتاء، ولم يأخذ معه التواكل و الكسل و لم تقدر ثقافة التّحضر و المبادرة و الابتكار و المواجهة من الصّمود بل راحت كلاب المستبدّ تروّج بأنّ المنقذ سيعود يوما و يخلّصهم من حماقة الحريّة.
المزعج أنهم يصدّقونهم.