خرج علينا آكل الدّستور، يُبشّر الشّعب بالتّخفيض في الأسعار، ويشكر كبار التّجار على التّفاعل مع توجيهاته، والعمل بتعليماته.....
فرح من فرح....واستبشر من استبشر....واغتبط من اغتبط.....وانتشى من انتشى......بتخفيضات هى أقلّ بكثير من عمليّة رمي للرّماد في العيون وطمس للبصر....تخفيضات مُبكية مُضحكة.....وشعب آكل الدّستور العظيم (والعظمة هنا وظيفتها مُزدوجة، تعود على الشّعب وعلى آكل الدّستور) الذي بلغ مرحلة من الوعي تجعله يُميّز بين الغثّ والسّمين، والصّالح والطّالح، يُصفّق ويخفق مُستبشرا بالتّخفيضات الكبيرة، التي ستُعدّل ميزان دفوعاته التّجاري وتنتشله من الفقر والبؤس.....وستجعله يلتفت لتوفير بعض الكماليات النّاقصة، كشراء كُتب للمطالعة،مثلا، تزيد من ثقافته، وتُضاعف منسوب وعيه.... أو تحصيل مبلغ يكفي للإصطياف أثناء العُطل الصّيفيّةـ دون تداين....أو لتناول عشاء فاخر مع الأسرة في مطاعم الأحواز، أثناء نهاية ألأسبوع، دون تأثّر في الميزانيّة.....أو....أو....أو.....ما أكثر أحلام الشّعب الواعي....وما أوسع أمانيه....
علّق أحد المختصّين على قيمة التخفيضات المُعلنة، بالتّاكيد على أنّ العمليّة غير مُجدية، وليست ذات مردوديّة على جيب المواطن.... بل إنّها ضحك على الذّقون.....وطالب من آكل الدّستور، لكي تكون العمليّة ناجعة وجدّية، بالضّغط على أصدقائه، أصحاب الفضاءات التّجاريّة الكبرى للتّخلّي عن هامش الرّبح الخلفي المساوي لثلاثين بالمائة من ثمن البضاعة، والمفروض على أصحاب المصانع من قبل أصحاب الفضاءات الكبرى الذين شكرهم بحرارة آكل الدّستور.....
ثلاثون بالمائة، هامش الرّبح الخلفي....وثلاثون بالمائة أو أكثر هامش الرّبح الأمامي......ستّون بالمائة إجمالا......لا ينقص منها مليّم واحد...بل إنّ التخفيضات المزعومة والموهومة يقع تثقيلها على أصحاب المصانع، ويكون الشّكر والمديح لأصحاب الفضاءات الكبرى، الذين تفاعلوا إيجابيّا مع توجيهات آكل الدّستور....
وكلّ تحوّل مبارك، وشعبنا الذي بلغ مرحلة من الوعي، بألف خير....