على مرّ العصور والعهود كان هذا الإتّحاد النّخبويّ نصيرا وظهيرا ومساندا للإستبداد والفساد والدّيكتاتوريّة وسلطة وتسلّط الفرد الواحد الأوحد.....
لمن لا يعلم، ويمرّ بالبيان مُستنكرا ومُتعجبا، فإنّ اتّحاد الكُتّاب لا يُمثّل كلّ الكُتّاب التّونسيّين، خاصّة الشّرفاء منهم.....بل هو مطبخ لشريحة من الكُتّاب الإنتهازيّين موحّدين ، يجمعهم الجشع وعشق اللّقمة السّاقطة والواقعة من مائدة السّلطان....تحتكر التّرشّح والإنتخاب وتوزيع الإنخراطات وأماكن انعقاد الجلسات والسّفرات والولائم والمغانم....
ولم تكن يوما في خدمة الكِتاب والكُتّاب....لا نشرا ولا تبنّيا ولا دفاعا عن كرامة الكاتب، ولا تلبية لمطالب الكتّاب المُستحقّة والمشروعة......كمجانية العلاج والسّفر والتّمتع بمجانيّة الأنترنت أو النّظر في الحالات الإجتماعيّة للكثير من الكُتّاب المعدومين....
هيكل صوريّ، كان في خدمة بورقيبة، زمن الميداني بن صالح، الذي أمضى عقودا كثيرة على رأسه.....
ثمّ تتالت عليه الرّئاسات والأعضاء......تحمل نفس اللّون ونفس الرّائحة ونفس الطّعم ونفس السّرديّة.....إدارة تربّت وترعرعت وتخرّجت من نفس المدرسة الإستبداديّة، وتماهت معها....
فلا غرابة إذن حين تُحبّر بيانات المناشدة، تأكيدا وتأييدا وتأبيدا لمبدأ الإسترزاق والتّمعّش الذي أدمنته ودأبت عليه منذ عهد الميداني بن صالح إلى يوم النّاس هذا....
ولعلّ القارئ قد لاحظ أنّني لم أتعرّض لمحتوى البيان ولا لاسم من أمضاه....لأنّ ثقافة أهل الإتّحاد ثقافة متوارثة.....تتغيّر في صلبه الأسماء وتتبدّل، ويبقى المنهج واحدا....