انتشرت مؤخّرا على مواقع التّواصل الاجتماعي لوائح وعرائض تشجب وتندّد بالتّطبيع الإماراتي مع الكيان الصّهيوني، أمضى عليها وتبنّاها الكثير من الكتّاب والمثقّفين الرّافضين لمشروع التّطبيع..... وهذه المبادرات جيّدة جدّا، تؤشّر لحراك المثقّفين التونسيين المساندين للقضيّة الفلسطينيّة والمنحازين لنهج المقاومة، دون مُقايضة أو مساومة.....
ولكن العرائض تُندّد بدور دولة الإمارات "العربيّة" المتّحدة فقط.... متفاعلة مع الأحداث الحينيّة العاجلة، ومتعاملة مع كلّ ما هو مُستجدّ وحديث وطارئ.....
دولة الإمارات هي، بالتأكيد، حجر الزّاوية في كلّ ما يحدث من خراب داخل الجسم العربي، من المحيط إلى الخليج.... هي المطبخ، وهي غرفة العمليّات، ومديرة التّعليمات، وهي المُخطّط والمموّل والمنفّذ....
صحيح أنّها آخر المطبّعين في قائمة طويلة، بدأت ولن تنتهي.... ولكن الإمارات "العربيّة" ليست وحدها.... فجمهوريّة مصر "العربيّة"، أيضا، سبقت الكلّ في تدشين مشروع التّطبيع، وانخرطت فيه بكلّ مكوّناتها، اقتصاديا وثقافيّا وسياسيّا وسياحيّا، وسارت فيه مُتغلغلة أشواطا كثيرة، من زمن بعيد....
وقد كانت الخطوات المهرولة لقادة الانقلاب في مصر متسارعة جدّا وخطيرة جدّا.... مفرّطة في الأرض والعرض والثّروات، ومستبيحة لأجواء شبه جزيرة سيناء، ليدنّسها طيران الكيان الصّهيوني، ويقصف السّكان المدنيّين العزّل بتواطئ مع قادة الإنقلاب، بداعي محاربة الإرهاب (اعتراف قادة الإنقلاب في مصر وقادة إسرائيل بتعاونهم في ضرب سيناء موثّق) …
وبالعودة إلى عرائض رفض التّطبيع مع الكيان الصّهيوني، ومقاطعة دولة الإمارات والكيانات والمنظّمات والشّخصيات الثّقافيّة المنبثقة عنها والمتعاونة معها، التي أمضاها لفيف من المثقّفين التونسيين، وأنا منهم، كان يجب، أيضا، تدوين إسم جمهوريّة مصر "العربيّة"، وعدم استثنائها من قرار المقاطعة.... فمصر الإنقلاب حليف قويّ واستراتيجيّ، لا غنى عنه لدولة الإمارات، كانت ولا زالت رائدة التّطبيع في المنطقة، وفاتحة شهيّة بقيّة القافلة، والمحرّضة عليه....
لذلك، كان لزاما إضافة جمهوريّة مصر لدولة الإمارات المتّحدة، وشملها بالمقاطعة الثّقافيّة، والتّنصيص عليها في العرائض..... وإضافة كلّ من سيكشف عنه البحث، في جريمة التّطبيع.....