انتظمت صباح اليوم 3سبتمبر 2021 وقفة احتجاجيّة تقودها التّجمّعيّة سابقا، ورئيسة الحزب الدّستوري الحرّ لاحقا عبير موسي، أمام مقرّ فرع هيئة علماء المسلمين بتونس.....
ليست المرّة الأولى التي تعتصم فيها عبير موسي وأتباعها أمام مقرّ فرع الهيئة بتونس، فقد سبق لها أن نظّمت عديد الوقفات والاعتصامات، ووصل بها الأصرار الموجّه والممنهج إلى حدّ نصب خيمة عملاقة أمام مقرّ اتّحاد العلماء المسلمين بتونس، في تحدّ صارخ لكافة الأعراف والقوانين والتّراتيب…
بينما وقفة هذا اليوم وتوقيتها، تأتي متزامنة مع وقفة احتجاجيّة لأنصار قيس سعيّد أمام المسرح البلدي، تُنادي بالكشف عن الجهاز السّري المزعوم لحركة النّهضة، والكشف عن قتلة شكري بلعيد ومحمد البراهمي....
أصلان تجاريان، يشتغل بهما وعليهما، ومنذ سنوات عديدة، طيفان مأجوران يأتمران بأوامر غرف عمليّات انقلابيّة معلومة، يقودها اليسار المتطرّف الخاسر، المهووس والممسوس والمجروح بخساراته المتعاقبة والمتكرّرة، المتحالف والمتآلف دوما مع بقايا دولة التّجمّع الإستئصاليّة العميقة، والمجدّدة لجلدها وثوبها من خلال فستان عبير موسي وحزبها المتسلّق على أطلال التّجمّع الدّستوري المُنحلّ....
وقفتان مُريبتان ومشبوهتان في ذات التّوقيت، في ظرف استثنائيّ، تحتاج فيه البلاد، الغارقة في حزمة من المشاكل الإقتصاديّة والإجتماعيّة والسّياسيّة العميقة إلى تظافر جهود كلّ الخيّرين والوطنيّين الدّيمقراطيّين والحقوقيّين، للضّغط من أجل عودة المسار الدّيمقراطيّ المؤسّساتي، وملء الفراغ الرّهيب وسدّ الشّرخ الذي أحدثه انقلاب 25 جويلية....
وفيما كان الخيّرون يسعون لرأب التّصدّع في بنيان مسيرة الثّورة والبحث عن الحلول النّاجعة للرّجوع عن الإنتكاس الحاصل نتيجة الإنقلاب المُهدّد بالإنهيار، كان الإنقلابيون الإستئصاليون القُدامى، الحاقدون، الفاقدون للشّعبيّة وللشّرعية، الواثقون من خساراتهم والمُستسلمون لخيباتهم الدّائمة، واليائسون من صعود أرصدتهم وأسهمهم في بورصة التّعاطف الشّعبي، يرسمون الخطط، ويُهيّؤون المناخ الملائم لزيادة تعفين الوضع المتعفّن أصلا، بافتعال واختلاق وفبركة معارك وحروب وهميّة، قديمة جديدة مع حركة النّهضة "الإسلاميّة"، بقصد توريطها من جديد في ملفّات وقضايا محسومة، قال فيها القضاء كلمته منذ سنوات......
إنّهم يعتقدون أنّ الفرصة مناسبة جدّا في هذا التّوقيت بالذّات، ولن يكتمل الإنقلاب إلاّ باكتمال بقيّة عناصره….ولن يكفي غلق أبواب البرلمان بدبّابة، ولا تجميد أعضائة المنتخبين ولا رفع الحصانة عنهم….بل يجب إزاحة حركة النّهضة كُلّيا من المشهد السّياسي، بالزّج بقياداتها في السّجون ومحاكمتهم في مرحلة أولى، ثمّ حظر الحزب، ثمّ منعهم من ممارسة السّياسة والمشاركة في الإنتخابات….تماما كما حصل إثر انقلاب السّابع من نوفمبر…
فهل يخضع قيس سعيّد لابتزازهم الظّاهر والباطن، ويستجيب لمخطّطاتهم القديمة الجديدة، وقد أظهروا له كلّ فروض الولاء والمبايعة، وأيّدوا دون تحفّظ إجراءات 25جويلية الإستثنائيّة؟؟؟…..ويُعيد تجربة نسخة السّابع من نوفمبر؟؟؟