- أتفهّم استنفار اللواقط والسواقط من الاعلاميين والسياسيين وعدد من منتحلي صفة مثقف وباحث وفنان الذين يشوّهون العدالة الانتقالية بصفة مرضية… كيف لا أتفهمهم وحقيبة التسجيلات اللاّأخلاقية بالفيديو التي بحوزة سيئة الذكر السيدة العقربي ما زالت موجودة…أعراضهم في الميزان وهم مجبرون على صون عورتهم وبذل كل ما أوتوا من قوّة واستعمال كل الحيل الخطابية لمغالطة الرأي العام حول العدالة الانتقالية وتوجيه انظاره الى كل ما هو تافه وجانبي و مغلوط.
- أتفهم الرعب الذي يعيشه جلاّدو الأمس من كشف الحقيقة…أتفهّم كل محاولات التشويش والتشويه التي لم تتوقف منذ هروب ولي نعمتهم و حامي حمى دين أبوهم بن علي.
- أستغرب كل الاستغراب من أصدقاء كنت أحترمهم… أراهم اليوم يسخرون من العدالة الانتقالية، لا يهتمون إلا بالتفاصيل الجانبية وغير الدقيقة والمشبوهة متجاهلين هول التجاوزات التي من واجبنا التوقف عندها والعمل بكل ما أوتينا من قوّة على تجنب وقوعها مجدّدا… هكذا اراهم يردّدون كالببغاء ما يسمعونه من مصادر اعلامية خسيسة..
أغرب ما رأيت في حياتي أن ينطق هؤلاء الأصدقاء بكلمات دون التفكير في المسؤولية الأخلاقية لما يقولون… هؤلاء الذين خلتهم أصدقاء يعرفون أنفسهم جيدا… هم في أغلب الأحيان لا يطرحون أفكارا كاملة وواضحة عن أي موضوع، أسلوبهم هو سب هذا أو ذاك والسخرية من مسائل ذات أهمية… ويعبرون عن استياءهم من كل شيء وأي شيء…
أسلوبهم هو الحرص على ابراز التقزز والاستياء المفرط… بما يوحي بأنهم أذكياء أكثر من الاخرين ولهم معلومات عما يدور في الكواليس أكثر من الجميع ويعلمون ما يحدث قبل أن يحدث… بهذه الأساليب يشاركون في الحوار… ومداخلاتهم دائما يفهم منها أن الجلاد بريء وأن الضحية ما كان عليه أن يمر بالقرب من الجلاد وأنه ما كان عليه أن يختار طريقه ذاك… دائما مواقفهم تسير في اتجاه واحد لا يخدم سوى الجهة المعروفة بالظلم والفساد.
- أسجّل فرار رئيس الجمهورية و رئيس مجلس النواب و رئيس الحكومة من موعد مع التاريخ و محطة من أهم المحطات التي نقف عندها اليوم، فرار يُذكّرني بـ "يوم يفرّ المرء من أخيه و صاحبته و بنيه".
-كل التقدير للسيدة الفاضلة سهام بن سدرين، تلك المرأة الشجاعة، على صمودها في وجه عاصفة هوجاء من التشويه والكذب والمغالطة التي سلطت ضدها من قبل أشرس عصابة إعلامية في التاريخ… ظلت هذه المرأة محافظة على هدوءها واستقامتها في وجه أعداء الحياة أحباء الظلام.
- وان نسيت فلا أنسى الدّرس الذي أعطانا إياه بالأمس الأستاذ سامي براهم في الحلم والمحبة والتسامح وفي حب الحياة و تمسكه بالحقيقة و في جرأته… ما أحلى هذا الرّجل وما أعذب ما قال… لقد كان درسا لن يمحى من الذاكرة الوطنية مهما عبث به العابثون… شخصية سامي براهم التي برزت بالأمس هي الشخصية البطولية التي يجب أن تقام لها نصب تذكارية كي تبقى عبرة للأجيال القادمة في الصمود وفي الاستقامة والتسامح… تلك هي الشخصية التي تعوّل عليها الأمم المتقدمة كي يقتدي بها الناشئة و كي تكون مثالا يحتذى به.
- وكم كانت شهادة جيلبار النقاش ثرية و عميقة و مهمّة كي نفهم أسباب المظالم و التعذيب الممنهج الذي بنيت عليه دولة الاستقلال… كم كان طرحه دقيقا و كم كان الرجل متمكنا و كم كان صامدا ساخرا من قدره مرتاح البال و كم كان مسؤولا و حريصا على أن تكون شهادته مساهمة منه حتى لا يتكرّر مستقبلا ما حدث له بالماضي.