أعرف فيمن أعرف من الناس أساتذة جامعيين لهم كتابات قليلة و قليلة جدا و أحيانا تكاد تكون منعدمة... و منهم من قام بدراسة حول نطق حرف ال"ق" في الجاهلية و ظل هناك ثلاثين سنة لم يبرح مكانه. هؤلاء تقلدوا جميع المناصب في الجامعة وقت بن علي و لم نر لهم أي مجهود للرفع من مستوى التعليم…
عدا أنهم يشتمون طلبتهم ليلا نهار في قاعة الدرس و يحطون من عزائمهم و يتعالون عليهم و كأن ليس لهم أي دور في المستويات المتردية... و كانوا وراء الأبواب المغلقة يوهمونك أنهم مكبلون و أنهم ضد سياسة الدولة و لكن ما باليد حيلة…
فهمنا بعدها أنهم كانوا يستدرجونك الى "استفيد"... و جاءت الثورة فسكتوا ردحا من الزمن ... ثم ما لبث أن استفاقوا و قالوا "هناك خطر... الثورة سوف تسرق... الاسلام السياسي خطر... و النمط المجتمعي مهدد "... 4 كلمات تابعة للأجندا الفرنكوفونية شدوا فيهم و ماتوا ما يحكيو كان عليهم مهما صار من ماسي أعظم منها.
و منذ ذلك اليوم اعلنوا أنهم سيأخذون مكانهم الطبيعي في المجتمع و أنهم سيكونون جنود الوطن من الناحية العلمية… و ليتهم ما نطقوا… لم نر كتبا و لا مقالات و لا ندوات علمية و لا أي شيء ينبأ بأنهم استفاقوا… بل انهم يلعبون أوسخ الأدوار و أنذلها…
فما من موضوع ذي أهمية قصوى إلا و تناولوه مثلهم مثل أي شخص اخر سوقي… يتناقلون صفحات السب و الشتم على الفايسبوك و تمييع كل موضوع مهم، هذا كل ما يفعلون… بدعوى أنها مجرد دردشة و انه يحق لهم ذلك على الفايسبوك مثل غيرهم … يرمي كلمة و يمشي…
و أبدا لا يناقش صلب الموضوع… دائما هو مع جماعة و ضد اخرين… لا أكثر… أما أنك لو انتقدت اداءهم يوما فستنعب بأقبح النعوت و ستحشر مباشرة في زمرة السياسيين الجدد أحباء الثورة… و هذه أحسن التهم… فأيها الجهابذة، أين تحاليلكم؟ اعطونا طرحكم؟
هاتو كلاما يدل أنكم أهل علم و إلا فاغربوا عليكم اللعنة انتم و علمكم المقرف المسموم… أو ابقوا في مكانكم على خاطر بطبيعتكم "سيأخذكم السيل و يأكلكم العاصف المشتعل".