البلاد بين ماكينة عبيد وتلفونه…

Photo

عندما اعلن البريكي ان الاتحاد ماكينة من يعترضها تقوم برحيه ..اعلن على مشروع الثورة المضادة التي كان اتحاد "العباسي" بلدوزار لفرم حلم الثورة ومن يهدد استئساد الاتحاد على الدولة (وزارات واهمها وزارة الثقافة وبعض الداخلية والمعارضة .كل النقابات واهمها الثانوي كانت بيد اليسار وهي قوة الضغط والرفض الوحيدة اذا استثنينا تحركات الشابي ومن معه(.

لكن الاتحاد لم يصل الى غايته .لضعف شعبي لاحزاب اليسار ولجبهة الانقاذ التي فشلت في تجييش الشعب رغم استعمال كل الوسائل واهمها التجويع و"تبريك" الدولة والارهاب والاغتيال .وكان "الحوارالوطني" مخرجا يعلن "تعادل" المعركة بين "دولة الشعب" (النهضة القادرة على التحشيد) و"شعب الدولة" (الدولة العميقة بادواتها الداخلية والخارجية ).

تعادلا فرض خروج اليسار من "المولد بلا حمص" فلا هم من الاعيان ليصبحوا منفذي برامج في خطط الكبار (محسن ومن معه حاولوا المرور من خلال الامارات لنوادي الكبار ولم يعتبرا من دحلان الذي اقتصر دوره على التنزه في النزل والقصور كبغي محابرات ولم يتنصر على ابن عباس تاجر العقارات) ولاهم قوة شعبية يمكن ان تكون لها الكلمة الفصل عندما يتعلق الامر بالمصير والوجود
ذلك ما تفطن له البريكي بعد طول "انتظار" فخير العودة الى المشاركة المباشرة في "اجهزة" الدولة بعد ان فشلت ماكينته في الاستحواذ عليها واستبدلها بالهاتف .عنوانا "لدولة الشعب" بعد ان فهم ان صلابة غريمه(الاسلامييين) تكمن في القوة_الاصل اي الشعب .وهو ما لم يفهمه مريديه من "اليسار" المنتكس الى ايديولوجيا "الثورة الدائمة" قولا والسعي الى نيل سهم عند "الاعراف" مما قل او كثر فعلا (فعل الخماسة الذي اسسه بن عاشور).

حركة البريكي البهلوانية هي اقرب الى الفلكلور "الشعبوي" الذي يجعل منه اضحوكة لا عند المتصلين (حيث سيكون مجبرا ان صدق على اداء اغنية لكل مستمع) بل عند من يعرفون "الاعيبه" الصبيانية من اصحاب القوة التي تخول لهم الحكم اي الشوكة والشرعية بعبارة ابن خلدون
ما ستغنمه حكومة الفتى الطري من صاحب الماكينة هو انه سيعطل الاضراب العام الذي يقوده الطاهري وجماعته (الغاضبين على وطد المهادنة ..جلول وعبيد) واقصى ما يمكن ان يقوموا به فعلا هو تجمع المدرسين .اما الاضراب العام فهو فوق طاقتهم (العباسي لم يعد له اي دور امام العرف -البريكي- ومن يرومون خلافة العرف –الطاهري) ..

هذه الوضعية هي التي تفسر بكاء حمة وابتسامته الباهتة و"ضمور" خطابه الثوري "في ظهوره الاخير ..فكل تشكيلات اليسار تائهة بين ماكينة "الكاهن الاكبر" وهاتفه ..في رحلة الضياع الاخير .ذلك ان الغريم ركب الماكينة وأصبح احد اهم موجهي دفتها ..فضلا عن انه اذا لم يكن المتصل على الجانب الاخر من الهاتف فانه بصدد مراقبة المكالمة التي يملك جهاز قطعها متى عن له ….و"يجري التاعس على خبزة الناعس" تلك هي خيل التاريخ لمن لا يعرف فنون قراءته.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات