هم الذين قالوا الأسد أو نحرق البلد…

Photo

الشعوب لا تنهزم.. من ينهزم هم الطغاة.. هكذا يقول التاريخ.. والشعب السوري ليس استثناءً.. سينتصر ويخرج من تحت الركام ليبني سورية جديدة خالية من وسخ ونشح آل الأسد ومخلوف.

تحركت وطنيتهم لقصف مطار يُستخدم منذ ست سنوات لقتل السوريين وتشريدهم.. ولم تتحرك وطنيتهم لقصف الطيران الروسي للمدن السورية منذ ثلاث سنوات.. لم تتحرك وطنيتهم لقتل مليون سوري ومسح مدن وقرى وأحياء من الجغرافيا السورية!!!

من جلب المدمرات الامريكية إلى شرق المتوسط لتقصف مطار الشعيرات ليس الشعب السوري، وإنما النظام المجرم الذي استباح دماء الأطفال في خان شيخون وقصفهم بأسلحة محرمة دولياً.. الشعب السوري لا حول له ولا قوة، يُقتل ويُشرد وتُقصف بيوته منذ ست سنوات ولا من نصير له.. أما الخيانة التي يتحدثون عنها فهم أهلها، وهم من مارسوها، وهم من سيذهبون إلى المحاكم مستقبلاً لدفع ثمن ما صنعت أيديهم!!

هم الذين قالوا الأسد أو نحرق البلد (وقد فعلوها)، وهم من غنى للسكود: يا سكود شعل نار.. وهم من كان يرقص ويسكر ويغني بينما تجز أعناق الأطفال في المدن والقرى السورية.. هم الخونة بامتياز، وليس من صفق لقصف المطارات التي وزعت الموت على السوريين منذ ست سنوات!!!!

لا أفهم بالسياسة كثيراً، ومع ذلك كنت أقول دائماً ان هذا النظام المجرم لا يرحل إلا بالقوة.. كنت انطلق في ذلك من خبرتي في التعامل مع عصابة كانت تحكم كلية التربية بجامعة دمشق، شاء الله أن يضعني في مواجهه معها لأكثر من ثلاث سنوات رأيت فيها العجب العجاب..

عصابة لا تُحلل ولا تُحرم مدعومة من كل فروع المخابرات، فضلاً عن دعم رئيس جامعة دمشق التافه وائل معلا لها في تلك الفترة، وكذلك فرع حزب البعث بالجامعة، حتى وصل الأمر بأحد نواب رئيس الجامعة إلى أن يهمس في إذني قائلاً: صابر أنت تتعامل مع عصابة انصحك بالبحث عن عمل في جامعة خارج سورية.. وهذا ما حصل فعلاً حيث غادرت جامعة دمشق عام 2010 ولم أعود.. هذا على مستوى عصابة في كلية، فما بالكم بعصابة تحكم سورية بطائفية حاقدة منذ أكثر من أربعة عقود؟!!

جاوز الظالمون المدى!!

أصبح واضحًا أن نظام الاستبداد في سورية لم يعدّ يعنيه ما يحدث من صور جرائم الحرب في عموم الجغرافيا السورية، فهي ليست في أيديولوجيته المتحجرة إلا خطوة من الخطوات اللازمة والملائمة، لإعادة الشعب السوري إلى حظيرته وزنازينه الرطبة.

لقد عانى الشعب السوري منذ ستة أعوام انتهاكات خطِرة لحقوق الإنسان، وعلى الرغم من تعدّد جرائم النظام الديكتاتوري، إلا أن ما ارتكبه من جرائم -في الآونة الأخيرة- في أحياء حلب الشرقية، واليوم في خان شيخون، تبقى الأكثر وحشية وبشاعة، بعد أن استهدفت مدافعه ودباباته وطائراته وسلاحه الكيماوي الحياة بجميع جوانبها، فقتلت الأطفال الرضع والنساء والشيوخ وهم في مساكنهم، فانهارت عليهم المباني لتردمهم تحت أنقاضها، وفوق كل ذلك، يُمنع عمال الإغاثة والصليب والهلال الأحمر من إخراج الجثث من تحت الركام!!

والغريب في الأمر، أن هذه الكوارث الإنسانية التي ملأ ضجيجها العالم بأسره، لم تُحرّك دولًا ولا منظمات حقوق الإنسان، ولا هيئات دولية تدعي أنها تعمل من أجل السلام، بل أكثر من ذلك، ما زالت هناك دول مجرمة تدافع عن هذا النظام الفاشستي الذي ارتكب عديدًا من جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب السوري الأعزل، ومارس سياسة التمييز الطائفي والقومي ضد أبناء الشعب، وبخاصة عندما أقدم على ارتكاب جريمة قصف المدن والقرى السورية بالسلاح الكيماوي قصفًا عشوائيًا، في ظل الصمت الدولي الذي يبقى علامة استفهام كبيرة.

مع ملاحظة أن ما يستحق التسجيل -هنا- هو أن الجرائم المرتكبة كشفت لجميع السوريين، وغير السوريين، زيف الشعارات التي كان يُروج لها نظام الاستبداد، كالوحدة الوطنية، والمقاومة والممانعة، والصمود والتصدي، كما كشفت -في المقابل- عن مدى صمود وشجاعة الشعب السوري في التصدي لنظام شمولي فاشستي، أعلن هويته بوضوحٍ في بابا عمر والخالدية وكرم الزيتون والرستن واللطامنة وتفتناز ودرايا والمعضمية، وأخيرًا في خان شيخون التي تعرضت اليوم للقصف الكيماوي، الذي راح ضحيته عشرات الأطفال.

مع التأكيد أن المجازر التي ارتكبها تنظيم الأسد الإرهابي في عموم الجغرافيا السورية، تُعدّ حدثًا تاريخيًا ورمزًا لوحشية الحاكم المستبد، فضلاً عن أن الصمت الذي رافق هذه الجرائم يُعدّ جريمة أخلاقية وقانونية يتحملها الجميع، من إعلام ومنظمات إنسانية ومجتمع دولي وعناصر تنظيم الأسد الإرهابي، الأمر الذي يجعل جميع الأطراف اليوم أمام مسؤولية إنسانية للوقوف مع الشعب السوري، الذي يتعرض لجرائم وحشية على يد نظام ديكتاتوري، فالتاريخ سيكون شاهدًا على كل ما يحدث.

وعليه فإن ما يتعرض له الشعب السوري من عدوان طائفي حاقد، وما يُستخدم ضد أبناء سورية من وسائل التعذيب، والاعتقالات الجماعية، والقتل وارتكاب المجازر، وقتل الأطفال وهدم البيوت، هو الإرهاب بعينه.

هذا الإرهاب الذي يُعدّ جريمة في عرف الدول كلها، وفق ميثاق الأمم المتحدة، ومنافيًا لكل القيم الإنسانية، فضلًا عن مخالفته لكل الشرائع السماوية، ولهذا؛ فإن أعمال المقاومة السورية ضد السلطة المجرمة التي أدانها العالم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية هي مقاومة مشروعة، وهي لا تختلف عن مقاومة ديغول وتشرشل للإرهاب النازي في أوروبا، أو مقاومة السود في جنوب أفريقيا لنظام بريتوريا العنصري، لتحقيق الحرية والعدالة وتقرير المصير.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات