الوزير جااااااااي

Photo

تذكرت هذا الفيلم الكوميدي المصري اليوم وآنا ألاحظ ترقب أهل بلدتي "المرمية وراء الهضاب" كما وصفها ابنها (الغير بار) ألمصباحي في إحدى رواياته, لزيارة سيادة الوزير.

ماذا تراه يضيف سيادته لأناس ألفوا الفقر والحاجة؟ وما الحلول التي سيأتي بها لحل مشاكل الانتحار وانقطاع مياه الشرب وانتشار السرقة والإدمان, والطرقات الرثة؟ هل يأتي يا ترى بالعصا السحرية؟ هل سينعم أهلي بمياه عذبة تجري في حنفيات منازلهم بعد ستين سنة من بناء"الدولة الحديثة"؟ وهل سيجهز المطعم المدرسي بالإعدادية بالتجهيزات اللازمة وهو المبني منذ سنتين وأكثر ويجنب تلامذتها المساكين أكل "كسكروت" بائس ممزوج بغبار الرياح القارسة تحت الجدران؟ وهل ستنتدب لهم أساتذة ومعلمين قارين مثل أترابهم في المدن؟

ينتظر أهلي في قرية بائسة تنتمي إلى معتمديه تتذيل ترتيب التنمية في كامل الجمهورية قدوم سيادته بدون أفكار واضحة ولا تأطير أو تنظيم للمتدخلين والمتكلمين. الكل سيحاول طرح معاناته الخاصة أو لربما سيتحدث في الشأن العام ومشاغل المنطقة ككل. ولكن ما الفائدة؟ فلقد وفد علينا قبل ذلك العديد من الوزراء والولاة. وكانت وعود وتسويفات ومراوغات. ولا تزال دار لقمان على حالها.

قبل سنتين زارنا وزير التجهيز ,الذي لا يزال على رأس وزارته, وأكد أن الطريق سيعبد من العلا إلى مكثر وسيكون مرقما(والحال انه في إعلان الجرائد: تدعيم المسلك الفلاحي) والخلاصة أننا مازلنا "لا ننتمي " ولم تفك العزلة بعد. والأدهى والأمر آن مقاول المسلك لا يزال ينعم علينا بغبار الأتربة التي تكاد تقضي على الزياتين وسيقان أبنائنا تكاد تثقب من الحصى المرمي في الطريق لما يزيد عن العامين. فلم كل هذه المراوغات يا سيادة وزير التجهز؟ صارحنا من الأول بأنه تدعيم مسلك وكفى وان الدولة لها مناطق أخرى أهم وأولى.

حل ركب سيادته والتف حوله لفيف من المواطنين بلا نظام أو ترتيب وكان رجال المنظومة الأكثر التصاقا بسيادته وفي غبطة كبيرة لاسترجاع ممارساتهم وإظهار عودة شانهم وان بطريقة محتشمة فلا تصفيق ولا هتاف بحياة الزعيم.

وإحقاقا للحق كان سيادته متواضعا ويصغي للجميع. وقد اظهر انه منا والينا. واستمع إلى همومنا ومقترحاتنا, فهل ستقدر دولة تقترض لخلاص أجور موظفيها أن توفر عيشا كريما لمنطقة مهمشة منسية؟ سننتظر قادم الأيام ونرى؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات