ولد هنيّة من المحليّة إلى العالميّة

Photo

العالميّة في الأدب تبدأ من المحليّة، و الطيب الجوادي بدأ طريقه في التّأليف من حيث بدأ الكبار ، ولعلّ أدبه ولد كبيرا لأنّ المنطلقات كانت كبيرة وثابتة حيث المولد وحيث المنشأ حيث الرّفعة وحيث الأصل ،

وهل آصل من الأمّ هنيّة التي كانت هانئة بصدق الانتماء لواقع ريفيّ كافيّ بلا مساحيق ولا تجميل عدا جمال الأسلوب ولطافة العبارة وانسياب التراكيب وتدافع الصّور وتواردها وتوالدها على لسان ابنها الطيّب الذي طيّب ثراءها بمدح دورها مدحا لم نلفه عند أغلب من أرادوا تخليد أمّهاتهم لأنّ الفيصل كان الصّدق والمصداقيّة ؟

ولسائل أن يسأل : ما الذي جعل القرّاء يقبلون على كتابات ولد هنيّة ؟؟؟ حسب رأيي الأوليّ أنّ ولد هنيّة " قد أتى بما لم يستطعه الأوائل " وأنّ الرّوائيين لم يغادرو " متردّم السّير الذاتيّة " فكان أن أطلّ علينا الجوّادي بسيرة لم يحاك فيها غيره ، فكأنّما جاءت على غير منوال ، بل قد تكون تأسيسا لمنوال سيريّ تونسيّ طارف كما كانت "الثّقب الأسود" لونا مغايرا لسير الثّورة والثّوار.

أيّام ولد هنيّة قد تغنينا عن الاكتفاء بأيّام طه حسين ، ومن هنا فصاعدا سنقول لأشقّائنا في مصر : لكم أيّامكم ولنا أيّامنا وسنهمس للإخوة المغاربة : لكم " خبزكم الحافي" ولنا " طرطافات " هنيّة اللّذيذة.

مع "ولد هنيّة" لن تقدر إلا على السباحة في ذكريات مشتركة والانخراط في ضحك من الأعماق ودموع حرّى من الأشواق … سأؤجّل التفاعل والانفعال إلى مرحلة الإكمال.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات