فكرة التيليتون في صيغتها التونسية - شكلا وأهدافا - فكرة سيئة، حسب رأيي .. فالتيليتون كفكرة موجود في معظم دول العالم لكنه يستهدف أساسا جمع تمويلات لبرامج محددة مثل الأمراض النادرة - كضمور العضلات الشوكي - أو بناء مراكز طبية مختصة في مكافحة المخدرات …
أي أنّ التيليتون كفكرة لا يتداخل مع دور الدولة بل يأتي ليكمّلها ويكون يوم التيليتون فرصة لتوعية الرأي العام إزاء تلك الأمراض النادرة..
هناك قطاع لا يستهان به من التونسيين لم يتفاعل كثيرا مع ما حصل في نابل بعد الفيضانات العارمة التي اجتاحت الولاية، السبت الماضي، لا كرها فيها ولا نقمة .. بل لأن دولة ما بعد زد إلى ذلك أن نابل، مثل معظم الولايات الساحلية، ليس لها تاريخ من الكوارث الطبيعية مقارنة مثلا بولاية جندوبة (ثلوج، سيول، انزلاقات أرضية، حرائق)..
الاستقلال كرست لدى جزء كبير من التونسيين فكرة أن عددا من الولايات هي شبيهة بسويسرا أو تكاد ومن بينها ولاية نابل .. كما أننا في شهر سبتمبر وقد تتعرض تونس لتقلبات مناخية .. ماذا لو يحصل ما حصل في نابل في ولاية أخرى ؟ هل سنلجأ للتيليتون مجددا ؟
الأهم، هو أن على الدولة تحديد المسؤوليات .. صحيح، أن ما حصل نادر في بلادنا .. لكن، هذا لا ينفي وجود مسؤوليات وجب تحديدها وعلى أساسها يتم اتخاذ القرارات المناسبة ..
ملاحظة بشأن المضمون: لا يمكن في سياق كهذا أن تستضيف مغنيين وتسألهما عن جديد إنتاجهما .. ليس المطلوب طبعا أن ينقلب التيليتون إلى مأتم .. لكن