سقط حزب الله كحزب مقاوم مع أول طلقة مقاوم في وجه ثائر من أجل الحرية والكرامة والانعتاق من نير الاستبداد والفساد والصنمية التي يجسدها بشار الأسد وعصاباته الحاكمه.
سقط حزب الله كحزب مقاوم يوم أعلن عن دفاعه عن المقامات الدينية التي لم تمس منذ ألف وأربعمائة سنة تحت شعار زينب لا تسبى مرتين.
سقط حزب الله كحزب مقاوم عندما وقف في خندق واحد مع الغرب الصهيوني في محاربة ما يسمى الإرهاب تارة والتكفيريين تارة أخرى وهو في حقيقة الأمر وجه بندقيته إلى هؤلاء السوريين الثائرين على الظلم والجور والطغيان و رميهم بشبهة الطائفية والمذهبية ولعلّ أكثر ما يلفت الانتباه أن حزب الله وهو يرمي الثورة السورية بتهمة الطائفية والمذهبية هو بالذات في تركيبته وعقيدته وتوجهه ليس براء منها وبذلك لم يفهم أن احتضان السوريين له وايوائهم لجمهوره عام 2006 كان يتأتّى من وطنية عميقة عندهم تتجاوز كل الطوائف والمذاهب.
وهم الذين فتحوا قلوبهم وبيوتهم وعقولهم للناصرية أيام جمال عبد الناصر وفتحوها بعده للمقاومة الفلسطينية ثم لحزب الله الذي احتضنوه رغم معرفتهم بمحاباته لنظام الأسد الذي يصادر حريّاتهم ويمتهن كراماتهم ورغم معرفتهم بطابعه المذهبي ومرجعيته لإيران فقد تناسى السوريون كل ذلك بسبب وطنيتهم وعدائهم لإسرائيل وبسبب إيمانهم بفعل المقاومة التي حرمهم منها نظام الأسد الاب والابن خمسين عاما مقابل ذلك فإن حزب الله ومنذ اليوم الأول للثورة السورية أعلن انحيازه المطلق لنظام الطاغية واعتبر أن ما يجري هو مجرد مؤامرة على سوريا وعلى محور المقاومة والممانعة وعمل على شيطنة الثورة وتسخيف مطالبها المحقة وجيش كل الإمكانيات والأوراق وشد العصب المذهبي وأقام ما سمى تحالف الأقليات شاطبا بذلك شعب هذا البلد وناكرا عليه حقّه في الحرية والكرامة.في الوقت الذي بارك فيه ثورة الشعب التونسي والمصري والليبي واليمني وتمنى لو شاركهم الساعات وكأن حرية وكرامة ومظلومية الشعوب تتجزأ....