وداعا سيّدي الرئيس،العزّة لتونس، و المجد لديمقراطيتها…

Photo

لم تجتمع الغرف المظلمة لتغيّر الدستور على عجل ليتمكّن إبن الرئيس من تولّي الرئاسة كما حدث في أكثر من بلد عربي، لم ينزل الجيش إلى الشوارع ليطوّق الإذاعة و التلفزيون و يعلن البيان رقم 1 متوّجا رئيس الأركان حاكما للمجلس العسكري بل ظلّ مرابطا في ثكناته، لم تتجنّد السفارات و المخابرات الأجنبية لتبسط طريق السلطة واسعا أمام عميلها،

لم نضطرّ إلى استدعاء أطباء مرتزقة ليشهدوا زورا على عجز الرئيس حتّى ينتصب الانقلابيون حكّاما على العرش، لم يفجّر غادر طائرة الرئيس و لم يدسّ له خائن السم في الطعام بل وفاة طبيعية عند انتهاء الأجل المسطور.

لم نكن تحت رحمة سلطات أجنبية نستجديها اذلّاء خبر وفاة رئيسنا المقيم في أحد المستشفيات الفرنسية اوالسويسرية او البريطانية او الأمريكية بل هي مجرد تدوينة على صفحة رئاسة الجمهورية انباتنا بالنبا الحزين بعد أن شهد أطباؤنا في المستشفى العسكري الوطني على وفاة الرئيس،

لم يحاصر القصر الجمهوري و لم يرتهن الجثمان لم نسمع وقع خطى الحراس و هم يحطّّمون الأبواب و يحتجزون النساء و الأطفال و لا أثر لسياط الجلادين وهي تهوي على الأجساد، لم ترم صور الرئيس على الأرض ولم تدسها الأقدام بل ظلّت ثابتة في امكنتها و إذا نزّلت فستنزّل مكرّمة مصانة محفوظة تماما مثلما نكّست الاعلام اليوم حداد على وفاة الرئيس و هي راضية مرضيّة....

قصر جمهوري مصان و هيئة مؤقتة لمراقبة مشاريع القوانين تجتمع لتعلن حالة الشغور ، و رئيس مؤقت يؤدّي اليمين الدستورية ويتولّى الرئاسة وفق أحكام الدستور ،و هيئة انتخابات عليا مستقلة تجتمع على عجل لتعدّل الروزنامة الإنتخابية و تعلن عن تقديم موعد الإنتخابات الرئاسية،،، و جنازة وطنيّة مهيبة تليق برئيس منتخب انتخابا ديمقراطيا وافته المنية دون أن يغتال او ينفى ، جنازة تليق بشعب مجيد يكتب التاريخ و يصنع المعجزات من حيث لا يعلم،،،

المجد لتونس و العزّة لشعبها العظيم.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات