فيلم تراجيديا مصري ، عام 1984، بطولة عادل إمام، يوسف شعبان، سعيد صالح، صَفية العَمري. عادل إمام يتحدى "الحنش" ابو دومة" يوسف شعبان الذي يعيث فساداً دون أن يجد من يصدّه، يتفق "حسنين" و"برهومة" سعيد صالح وعادل امام، على التصدي له. إلا أنهما يفشلان. فيعود "حسنين" إلى قريته بعد سفر ولكن تفاجئه إشاعات نشرها رجال "الحنش" حول علاقة مشبوهة بين صديقه "برهومة" وزوجته "شريفة" يقتل الحنش برهومة ، فيقتله عادل امام. ثم تاتي مدرسة المشاغبين و" لقد قرصني الحنش....
آخر ذئب في تونس "le loup " بالفرنسية " the wolf" بالانقليزية مات سنة 1964 ومزال اعلامنا يتحدث عن وجوده وينقل تقارير في اخبار الثامنة يتحدث فيها اولياء عن امكانية افتراس الذئب لابنائهم وهم في طريق المدرسة !!. بينما لا توجد الا فصيلة ابن آوى " le chacal" مفترس الدّجاج ليلا. وكان تعميم الجهل ..
خلاصة الامر، هو ما قاله العملاق "حمدة بالتيجاني" عن نفسه في لحظة اعتراف اخر مسرحيته " الماريشال ": نايَا الماريشال عمّار البُرني نُقعد مَسْخرة يتراقْصوا عْليّ الذّْرَواين؟ ، الحاصيلو نايا دنّيته لروحي ومادنّاهولي حَدْ ". قد تمنيتَ انه قرَصك الحنش على ان تتنتخب في الرئاسيات، وتشهد السّجلات والدّواة اني كنت من الناجين …
ليست هنا المشكلة، بل في حضيض النخبة و الفصائل الايديولوجية نافِقة السُّوق في السياسة التي أشرِبت الثّعلب ذئبا ، فتُشر بالرّعاع ان ما يصدر من القيادة يندرج في خانة الفعل السياسي. رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، واحدهما نصف عاقل والآخر نصف مجنون.. و كِلاهما أَرْوَغُ من ثَعْلَبٍ. فيعزل المشيشي وزير الصحّة ، ومُغازلةَ للطبوبي ، يعيّن محمّد الطرابلسي، رجل الاتحاد في الحكومة وزيرا بالنيابة على الوزارة ، ليضمن بقاءه رئيسا لها ويهدد حلفاءه بانه ان استقال فستعود الامور الى رئيس الجمهورية.
وكما انتقم الفخفاخ ينتقم هو على طريقته. ورغم اعتراف الرئيس بعدم طلبها، تحجب نادية عكاشة المساعدات الطبية الأجنبية، فلا اثر لها في المستشفيات لتُحسب لصالح الرئاسة في انتخابات 2024…."لعبة احجار الشطرنج على رقعة الوطن " كما قال عماد الدّايمي.
الكوميديا هي الماساة زائد الوقت، كما عرّفها ممثل امريكي(comedy is tragedy plus time). أمّا حْنش الرئيس بالمستشفى، " نوع بولَحْمَايْل" قطعا، جعلني اعود الى مشاهدة الفلم، فاستمتعت بما انتهت اليه قَوْمَة اهل القرية ضد الظلم ، و بموسيقى "عمر خَيرت" الساحرة ، وكما قال المثل " صاحبك المْشُوم لازم تْصيبو يُوم ".
طرد قيس سعيد من الردّيف والمتلوّي
سي قيس سعيد يؤسفني اعلامك انك انتهيت. من غرّك و اعجبه طنين راسه قائلا لك " كل الشعب معاك"، فقد ضرّك. سيطردونك من كل بقعة وليس من الرديّف فحسب كما وقع الليلة في ولاية قفصة. قال سقراط يوما لحوارييه " تكلم حتى أراك" و تكلمت ورآك الشعب، وراى من يحيط بك الشيوعيون والفرنكفونيون من بطانة السوء.. من يقبل على شعبه ليلا عليه ان يحوي مواصفات عمر بن الخطاب الحقيقي ..جابر عثرات الكرام .
قلتُ يوما لقد انتهى الزبيدي في الحملة الانتخابية على قناة "ام تينيزيا" ونصحنا من راهنوا عليه بعدم خسران اموال اخرى على فرس لا يصلح للرهان . وصدق التاريخ قولنا ،وكتبت عنك انه انتهى امرك بعد نصح طويل ، وسيصدق التاريخ قولنا …فما هكذا تورَد الابل يا سعدُ . اكبر عدو لقيس سعيد ليس خصومه، بل صورته نفسها. لن ترجع رئيسا لتونس مرة اخرى حتى يدخل الجمل سم الخياط…فانظر رايك وانما المرء حديث بعده…وابدأ في الاستعداد لهبوط آمن كما يفعل طيار خبير.ّ