ربما سننتظر أن يدلو المختصون في علم النفس والمختصون في علم الاجتماع بدولهم في البحث تفسيرا و استنتاجا حول تنامي خطاب الكراهية و الحقد القائم على التعصب والعنف اللفظي في التعاطي مع الشأن العام بالبلاد، الذي يظهر خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.
لقد تنامي هذا الخطاب بشكل لافت، مقابل تراجع القبول بالرأي المخالف، حتى أن بعض الفاعلين السياسيين أصبحوا يحذرون من " حرب أهلية" أو يشيرون إلى تربتها أصبحت جاهزة.
ليس صحيحا ان الخطاب القائم على التعصب و العنف اللفظي ورفض الرأي المخالف، خطاب حديث في تونس، فقد عرفته مازالت تعرفه الملاعب الرياضية و مارسه " جمهور الملاعب" لعقود وتحول في عديد المحطات إلى عنف مباشر.
كان هذا الخطاب ( يعتبره البعض سلوكا)، محصورا في مربع الملاعب و جمهور الملاعب و ، قبل أن يتوسع تدريجيا ليشمل كل ما يتعلق بالشأن العام ( الحياة السياسية - الوضع الاقتصادي - الوضع الاجتماعي) ، حتى أصبح المشهد السياسي يحلل بمفردات شعارات الملاعب.
كيف حصل هذا التوسع؟ ولماذا؟ وما هي تداعياته ان تواصل؟
هذه الأسئلة في حاجة إلى إجابات علمية ينطق بها المختصون ويتم الاستئناس بها في" تهذيب الخطاب ". لقد انتظمت عديد الندوات و كتبت مئات الدراسات وصدرت عديد القوانين حول العنف في الملاعب و سلوك الجمهور الرياضي ، واليوم قد نكون في حاجة إلى ندوات دراسات و قوانين أخرى تتعلق بالشأن العام.
العنف اللفظي في الملاعب عندما يتحول إلى عنف مباشر يبقى محيطه الملعب، اما عندما يتعلق الأمر بخطاب عام في محيطه سيكون كامل البلاد.