حدثني صديق من القضاة المعفيين والدمع يكاد ينهمر من عينيه فقال " كنت ايام كان الارهاب يهدد تونس لا اخرج من المحكمة الا وقد انتصف الليل لأعود لها من الغد ساعات الصباح لا فرق في ذلك عندي بين الايام ..وفي مناسبة عيد زواجي ترجتني زوجتي ان اصطحبها لحفل يحييه الفنان زياد غرسة الذي نشترك في الاستمتاع بفنه ..
كان شرطها ان اغلق هاتفي ..لا ارجع الامن على ملفاتي ..و لا اتكلم في عملي وكانت هديتي لها في ذاك اليوم تعهدا بذلك ... كان خروجا عما اعتدت وكانت سهرة جميلة في بدايتها لكن ما هي الا نصف ساعة منها حتى تفطنت لشخصين ملامحهما غير غريبة عني يوجهاني صوبي ضوء كاشفا خافتا ويقول احدهما لي هامسا" سيدي الرئيس يلزم تروح توا فما حاجة مش باهية .."
نظرت لزوجتي وشعرت بمدى غضبها واستغرابها قبل ان انسحب واياها الى الخارج وكان السؤال " آش فما لاباس " ..لا لا لاباس فما واحد مصنف تم ضبطه بصدد رصدك ...البحث جاري ..لا تقلق سنرافقك في حماية لمنزلك تلك التعليمات " …
يقول صديقي كان ذلك حالي لسنوات كنت احقق مع الارهابيين و ابحث دون خوف عن حماية بلدي من شرهم ....اليوم انا متهم بالإرهاب ........." لم تسقط دمعة واحدة من عينيه و كان الدمع رغما عني ينهمر تفاعلا مع حكايته نظر لي ضحك بشكل متوتر او مصطنع لا اعلم قبل ان يقول ...تتعاطف مع ارهابي ويحك هذه جريمة لا تغتفر …