أنها اتفاقيات وفقا لضوابط محددة وافق عليها كافة دول العالم الإسلامي يتم بموجبها رعاية الحرمين الشرفين داخل أرض الحجاز للأسرة المالكة السعودية الموكل بهما رعايتهما وختماتهما أولا ٠أننا لا نختلف نهائيا على أن من حق كل دولة أن تحكم بلدها وفقا لما ترى من تحقيق الصالح العام للبلاد الذى يترتب عليه رخاء شعبها وأن تواكب التطور وتنوع مصادر الدخل القومي لديها وهذا شأن داخلي و ليس من حق أي طرف أخر أن يتدخل فيه فكل دولة لها سيادتها على أرضها وفقا لما اقره ميثاق الأمم المتحدة وتحكم شعبها وفقا لدستور متفق عليه من كل أبناء الشعب.
وهذا بالنسبة لكل الدول في العالم ومن بينها بالطبع المملكة العربية السعودية ٠ ولكن أننا هنا لا نتحدث عن المملكة السعودية كالرياض ولكن نتحدث عن ما يخصنا نحن العالم الإسلامي أجمع
فأرض الحجاز وهى مكة والمدينة التي بهما مقدسات العالم الإسلامي فهي لا تخص السعودية وحدها بل السعودية مجرد دولة إسلامية رعاية لهما وفقا لمبادئ وضوابط متفق عليها من كافة العالم الإسلامي
وأي إخلال بهما يسقط شرعيتها عليهما ومن حق كل دول العالم الإسلامي وليس العربي فقط على سبيل المثال تركيا ، ماليزيا ، باكستان ، افغانستان ، إيران ، الشيشان ٠ وكذلك الدول العربية من بينهما مصر التي كانت مسؤولة عن كسوة الكعبة ردحا من الزمان.
وكان بها التكية المصرية وبالطبع كان يوجد تقيات عربية أخرى مثل التكية العراقية و تكية الشام وعمان وغيرهما والتكية بمعناها التقليدي، هي مؤسسة خيرية تقدم المأكل والمأوى للوافدين. وقد تأسست التكية المصرية في مكة المكرمة والمدينة المنورة في القرن الثالث عشر الميلادي، في عهد الدولة المملوكية، بهدف دعم الحجاج والمعتمرين.
وكان قد أنشأ إبراهيم باشا بن محمد علي باشا التكية بعد أن هزم الدولة السعودية الأولى والوهابيين الذين كانوا مسيطرين على الحجاز، وأصبح واليًا على الحجاز و تأسست التكية الأولى في مكة المكرمة بأمر من محمد علي باشا، وتبعتها تكية المدينة المنورة على يد ابنه إبراهيم باشا.
بدأت قصة التكية المصرية في عهد السلطان الظاهر بيبرس البند قداري الذي أسس أول تكية في الحجاز، واستمرت التكية في النمو والازدهار على مر العصور، خصوصًا خلال العصر العثماني، حيث تم توسيعها وتحسين خدماتها لتشمل أعدادًا متزايدة من الحجاج.
ولذا الحجاز وقف وليس ملكية خاصة لدوله بعينيها كذلك من حق بقية كل دول المنطقة التدخل لحظة الخطر أو انتهاك حرمة الحجاز على سبيل المثال وليس الحصر : الأمارات ، قطر، العراق ، ليبيا ، تونس ، الجزائر، المغرب ، الأردن ٠ حيث أصدر علماء رابطة اليمن بيانا يستنكرون فيه بشدة ما حدث مؤخرا في مهرجان الرياض والذى أثار غضب المسلمين من كل أنحاء العالم الإسلامي وهو عمل محاكاه لمجسم الكعبة المشرفة ليطوف حولها عدد من عارضات الأزياء الأجانب بملابس شبة عارية وخليعة
خلال شهر نوفمبر الحالي ٢٠٢٤.
وقالت رابطة علماء اليمن في بيان لها: “إن الرابطة تدين بشدة ما أقدم عليه النظام السعوديّ تحت مسمى الترفيه بالاستهزاء بقبلة المسلمين التي يقول أنه الوصي عليها من خلال تمثيل الكعبة والراقصات يرقصن حولها في مسرح ضمن فعاليات ما يُسمى بهيئة الترفيه“.
واستنكر البيان العبث بحق المقدسات الإسلامية، على حد قوله ٠٠٠ وما حدث من إساءة للأنبياء من قبل والتعدي بالاستهتار على ديننا من قبل إحدى المغنيات الأجانب داخل المهرجان ومرور الأمر دون مراجعه من السعودية أو حتى اعتراض ٠
وأن كان هذا بيانا من علماء إحدى الدول العربية فقط استنكر عدد من علماء السعودية نفسها الأمر ولكن مع الأسف تم اعتقالهم رغم أن من واجبهم الدفاع عن الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن الكارثة انه منذ عام ٢٠١٦ تم استبدال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بهيئة الترفيه أو على الأدق تقليل فاعليتها ونشاطها وعدم الضابطية الشرطية لها وتقليص عملها الشرطي والدعوى وأصبحت الان منحصرة في بيانات للتوعية وليس لها أحقية التوقيف مثل السابق .
فكان عملها يسمح لها بمراقبة وتوقيف أي من يخرج عن العرف والشريعة ومراقبة الالتزام بالزي الإسلامي للنساء وداخل المراكز التجارية والمطاعم ومراقبة ضوابط الاختلاط بين الرجال والنساء والمطالبة باستخراج الهوية الشخصية لتأكد مع من تجلس الفتاة وغيرها من الضوابط الشرعية و الدينية ولكن مع نفوذ هيئة الترفيه التي أعلنت إدارتها انه تم تخصيص ما يقرب من ٦٠ مليار دولار لها للاستثمار خلال العشر سنوات المقبلة من ملاهي ومراقص ومسارح غنائية على غرار الغرب يباح فيها كل ما يحذره الدين الإسلامي وأن كان هذا له مبرر لديهم انه يحدث داخل الرياض ٠
فما حدث من مجسم للكعبة ليس له مبرر لدى العالم الإسلامي وأن كان خرج بيانا من السلطات السعودية وسط الهجوم عليهم من العالم الإسلامي يقول أنه شكل مربع وأن هناك مبانيَ مكعبةً مشهورة في أرجاء المعمورة، كمتجر “أبل” في نيويورك ومكعب برلين” في ألمانيا، ولكن كان رد العلماء والناشطين أن تكرار المشاهد التي تحاكي الطواف حول مجسم يشبه الكعبة في فعاليات موسم الرياض لم يكن صدفة، بل هو مخطّط خارجي”، حَيثُ الهدف الإساءة للمقدسات الدينية. كما أن في هذه الدول الغربية ليس لهم كعبة أو عقيدة الحج والعمرة والطواف ولم يمروا حوله يتراقصون كما أن بعضهم اعتاد على الإساءة لمعتقدتنا ٠ ولا يمكن التشبه بما يفعلونه ٠
ففي سياق هذا التجاوز ومن جانبه ٠خرجت بيانات وتحذيرات شديدة اللهجة على مستوى بعض العلماء والشعوب من مختلف العالم الإسلامي وُجِّهت لهذا النظام مع تذكير آل سعود أن المقدسات الإسلامية ليس حجرا عليهم إنما هي تخص الأمة الإسلامية بأكملها فاذا رجعنا بقطار الماضي إلى الوراء قبل أن تصبح الحجاز جزءاً من المملكة العربية السعودية تحت حكم الملك عبد العزيز آل سعود
ففي عام 1925، كانت المنطقة تخضع لحكم الأشراف. والأشراف هم أسرة حكمت الحجاز منذ القرن التاسع عشر، وقد ارتبطت هذه الأسرة بالنسب الشريف من النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد كانت مملكة الحجاز تعاني منذ قيامها من صراع طويل مع قوات الحلفاء بسبب أطماعهم المعلنة في البلاد العربية، ممّا أدى في نهاية الأمر لتوقيع معاهدة سايكس بيكو من قبل الحلفاء وتقسيم البلاد العربية وإعلان انتداب فرنسا على سوريا ولبنان وانتداب بريطانيا على العراق وفلسطين وشرق الأردن ٠وتكلل بإعلان وعد بلفور من قبل البريطانيين الذي ضمن إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
لم تكد المملكة الفتية تتعامل مع الاستعمار الغربي للبلاد العربية حتى بدأت الحرب النجدية الحجازية والتي أدت عام 1924 لتنازل الملك حسين لابنه علي بن حسين ملكًا على الحجاز بعد ضغوط مورست من قبل الحزب الوطني الحجازي، في محاولة لإيجاد حل سياسي للحرب النجدية الحجازية، لكن هذا التنازل لم يغير من مجريات الحرب شيئا، واستمرت القوات النجدية في دخول مدن الحجاز الواحدة تلو الأخرى، وانتهت الحرب بتوقيع اتفاقية تسليم جدة في 17 ديسمبر 1925 الموافق 1 جمادى الآخرة 1344 هـ التي ضمنت للأسرة الهاشمية خروجاً آمناً من الحجاز وتسليم جدة آخر معاقلهم للسلطان عبد العزيز آل سعود وبذلك سقطت مملكة الحجاز بعد أن استمرت مدة 10 أعوام، وتم إعلان ضم الحجاز إلى نجد تحت اسم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها لتصبح بعد ذلك المملكة العربية السعودية نسبه إلى آل سعود.
وعليه نرى أن مقدسات العالم الإسلامي ثلاث اثنان في الحجاز الكعبة الشريفة في مكة والمسجد النبوي في المدينة وثالث الحرمين الشرفين في القدس وهو المسجد الأقصى ٠ فهل نطمح أن يأتي يوما ويكون لهما إدارة موحدة من العالم الإسلامي للحفاظ على قدسية الأقصى الشريف تكون بالانتخاب كل ثلاث أو أربع سنوات وينوط لهما مسؤولية الحماية والحفاظ على مقدستنا الإسلامية من خلال تخصيص لهما قوى خاصة إسلامية موحدة ٠٠٠اسوة بحلف الشمال الأطلسي المعروف بالناتو. فأن الحفاظ على مقدساتنا أمانة في رقباتنا أمام الله ٠