لا أحد من الذين ينشرون الصّور مهموم بحزب المقاوم أو مرجعيّته الإيديولوجيّة.الأهمّ هو فعل المقاومة.
عشنا هذه اللّحظة هنا لفترة وجيزة علا فيها العداء لدولة "عصابة السّرّاق" على كلّ ولاء.و كانت تلك اللّحظة في نظري هي الأهمّ في مشروع مواجهة الصّهيونيّة.
عايشتُ مع جيلي و الأجيال التي قبله و الأجيال التي بعده كلّ طرق مناصرة المقاومة:المظاهرات والتّظاهرات و التّبرّعات...ليس من حاجة إلى التّذكير بمن ذهب إلى فلسطين منذ 1948 مقاتلا مفضّلا مقاتلة الاستعمار هناك على مقاتلته هنا لأسباب يعسر بسطها.
كانت سنوات الجامعة هي سنوات تجاور كلّ محطّة نضاليّة طلّابيّة برفع الشّعارات ضدّ الصّهيونيّة و "الاستكبار العالمي".
مع الوقت تنشأ الأسئلة و تبدو الممارسات التي تجري كأنّها طبيعيّة أقلّ طبيعيّة ممّا يعتقد الواحد منّا.شيء ما لا يستقيم:ماذا يعني الانتصار للمقاومة و أنتَ مستسلم في مربّع الأرض حيث توجد لأكثر أشكال القهر و الإذلال؟و ماذا يعني إطلاق اللّسان في الصّهيونيّة هناك و لسانُك معقود بالقمع و التّرهيب أمام الصّهيونيّة هنا؟
بدأت الصّهيونيّة تتّسع في ذهني إلى أوسع من حدودها في الأرض المحتلّة.و صارت قناعتي العميقة أنّ الصّهيونيّة تدوم هناك و تقوى لأنّها تدوم هنا.و أنّ اليوم الذي يرى فيه النّاس جيّدا "عصابة السّرّاق"(أشخاصا وثقافة و سيستام عميق) و يقاومونها باعتبارها جزءا عضويّا من السّيطرة الاستعماريّة هو اليوم الأعظم في نصرة المقاومة الفلسطينيّة.فظلم ذوي القربى ليس أقلّ قهرا من ظلم غيرهم.
تحرير شبر من الإرادة الوطنيّة هنا هو تحرير ذراع من الأرض الفلسطينيّة هناك.
ما سوى ذلك صاحبُه مشكور على صدق تعاطفه...جعله الله في ميزان حسناته.