أشعر احيانا بأنّها مسرحية ركيكة قذرة ..قد يغلقون ستارها بعد حين وسط بهتة الفرحين البلهاء ..
كم مرّ من وقت ونحن نتابع فصول مسلسل انقساماتهم البائسة..تاركين خلفنا استمرار عجز الحكومة عن حلّ المشكلات الاجتماعية المتراكمة والمتزايدة للتونسيين ،من غلاء وفقر وبطالة واستمرار انتحار الاطفال وخراب المدارس وتراكم القاذورات..والعجز عن التصدّي لتدهور الاقتصاد وتراجع البورصة وأحجام المستثمرين الاجانب عن الاستثمار في تونس ..وفقر المشاريع الذي يستعاض بمشاريع بدأها رجال عبروا في قهر صامت.. .
كم من تونسي اما اغتيل معنويا فلا قبل له بفعل موجب او مات ذلا وقهرا وفقرا ، ولا يزال هذا الحزب يمارس عهره السياسي بلا حياء ...مرّت جريمة خديعته الانتخابية وبيعه الاوهام لشريحة واسعة من التونسيين دون حساب وهاهو يمارس جريمة أبشع اذ يهوي بالسياسة الى رذالة المواخير ..
ذات ليلة انتخاب مزوّر خرج أحدهم يتهكّم على التونسيّين جذلا " سنعيد تونس جنّة " ( كأنّها كانت لتعود (...
قد لا يزال بعض البسطاء في حال الانتظار ..وقد يعتبرون هذا الطريق عبورا وعرا على الصراط قبل ولوج أبواب فردوس جمهورية المحسنين ...يا للهفة البسطاء الفقراء وهم منتظرون ...ويالهول لعناتهم ..إن سخطوا …
****
الخط الثالث بالسينما ..الخط الثالث بالرواية ..الخط الثالث بالايديولوجيا وغيرها دائما تعدّ خروجا عن السردية التقليدية الشائعة في تلك المجالات برسم أفق جديد تثويري متغاير شكلا وطروحات مع النمط الرائج ..لكن أي معنى لخط ثالث في كتلة نيابية لحزب على شفا الانهيار؟؟ كتلة 17 التي يبشّر بها اللومي ستكون هذا الخط الثالث ازاء كتلة 32 والكتلة التي ستنتهي الى 37...حزب بكتلات ثلاث لا ينجح أي جزّار حاذق في قسمتها .
كنا نعوّل ان يكون درس الانتخابات الاخيرة محفّزا على اعتكاف الاحزاب على التكوين والتربية السياسية للشبيبة ، حتى لا يكون الفيسبوك والبرامج التلفزيونية البهلوانية الضحلة معين ثقافتها السياسية ..
لكن ما يحدث من صمت الاحزاب المستقيلة والسقوط السياسي للحزب "الاوّل " في البلد لا يزيد الحياة السياسية رثاثة وتفقيرا فحسب بل هو يعدمها ويفرغها من كل مضامينها ويزيد من الاغتراب السياسي للمواطن (مثقفا ورجل شارع ) ومن كراهته للسياسة وهو ما يجعلها حكرا على الفتوّات والمتحذلقين الى أجل لا يعرف مداه ..لتصبح الديمقراطية الناشئة وهما اكثر خطورة من أوهام دولة القانون والمؤسسات …