العوج فينا احنا

توا سنين والناس الكل تندب على التعليم التونسي والترتيب المخزي للجامعات التونسية..في الواقع كنت واحد منهم ونقدت الوضع المزري للتعليم في بلادنا..لكن توا نحب نرجع للموضوع بشوية تنسيب..

تقوم العملية التعليمية على ثلاثة محاور:

المعلم والمتعلم والمادة العلمية..والباقي كلو اكسسوار..مانيش باش ننكر ان مستوى بعض المدرسين في كل المستويات صار شبه كارثي..ومانيش باش ننكر ان المادة العلمية المقدمة ما ترتقيش ديما إلى مستوى التطلعات..نوعية المتعلمين تغيرت برشا نحو الأسوأ..لكن..

لكن مخرجات التعليم في تونس موجودة وما ينجم ينكرها حد..يعني بالبرامج الفاشلة والمعلمين لي برشا ينعتوهم بالفشل المدرسة التونسية تخرج كل عام نسبة كبيرة من الإطارات لي عندها وزنها في سوق الشغل..دولة تحقق الإكتفاء الذاتي من الإطارات والكوادر الوسطى ومازال عندها غيرهم على البنك ما تنجمش تكون فاشلة تعليميا..والمخرجات طبعا فيها الغث والسمين..لكن كلهم من إنتاج هذه المدرسة المنعوتة ظلما بالفشل..علاش ؟

هو في الواقع حتى مفهوم الفشل لازم شرحه وتنسيبه..وقتاش نتحدثو على الفشل؟ مانيش باش نعمل عرض كامل للموضوع..باش نقتصر على ملاحظة وحيدة..شخصيا تجي لبالي كلمة فشل عند كل سقطة إعلامية لناس كنا نعدهم من الكبار وننظر لهم بالعين الكبيرة..

باش نقرب الصورة، وقت قاضية محترمة تصرح ان الغنوشي كان يعطل اتفاق الوزارة مع نقابة التعليم و دليلها انو هو من اعلن على الوصول إلى اتفاق رغم إنكار الوزارة المعنية والوزارة الأولى واتحاد الشغل ونقابة الاساتذة الغنوشي نفسه ما نجم نسمي هذا الهراء إلا سقطة إعلامية…

مثال آخر..وقت نواب الشعب استنادا إلى صورة مجهولة المصدر يتحدثو في المجلس عن ألغام قطرية مزروعة في التراب التونسي رغم أن الصورة نفسها تكذبهم فهذي كذلك سقطة إعلامية أشنع..

نزيدكم..وقت وجه إعلامي معروف يصرح بوجود أنفاق من غزة إلى الشعانبي هذي ألعن..ووقت وجه إعلامي آخر يتساءل شنو نعملو بيها الكتب وقتها نقولو على الدنيا السلام.

باهي توا شني علاقة هذا بالتعليم..؟ نعاود نأكد ان التناول متاعي للموضوع ما عندو حتى صبغة اكاديمية..حبيت نتناولو من جانب واحد..جانب المواطن التونسي كيفاش يخرج من المدرسة وكيفاش يختار باش يظهر للعموم..

حتى واحد من ينجم يشكك في شهائد هؤلاء الأشخاص ولا في تحصيلهم العلمي..لكن هل المدرسة من علمتهم هذا الغباء؟ قطعا لا..المدرسة مكنتهم من وسائل يقدمو بيها صورة عن شخصيتهم ومقدرتهم في المجتمع..الوسائل هذي قادرة تظهرهم في مظهر المثقفين العقلانيين...لكن هوما لي اختارو le ridicule ..المدرسة بريئة من سقطاتهم..المدرسة تهيئك باش تكون محترم لكن انت تختار الصورة لي تقدم بيها نفسك..المدرسة علمتك برشا حاجات..ومنها الأيديولوجيا..لكن انت لي اخترت باش تخلي الأيديولوجيا تقودك وتحدد كل مواقفك..

في الحالة هذي ما تلومش الكريطة ولا الطريق الخايب..لوم السائق لي خلى الحمار يسوقو للهفهوف..

شر البلية ما يضحك..

في تصريح لحمزة البلومي النسخة التونسية لدونكيشوت قال:

منطلق التحقيق متاع مدرسة الرقاب وصول معلومات بوجود مدرسة غريبة تبعد سبعة كيلومتر على البلاد.. هكه سي الصحفي الهمام ؟ هكه يا ابو الفوارس ؟ مدرسة غريبة خاطر بعيدة ؟ والله الواحد خليتو مزبهل من الغرابة..يا ليتك قريت كتاب في موضوع الغرابة ولّا عملت دورة في تونس الاعماق كيما تدور في بوتيكات الأحياء الراقية باش تلقى كرافات تليق بمقام سيادتك..

يا فرخ البوماضة اسمع كان ما تعرفش..

• اولاد التوانسة في بعض المناطق يلعبو cache-cache هوما والذيب والحلوف باش يوصلو للمكتب..

• اولاد التوانسة في مناطق أخرى ما يعرفوش وقت المرواح ينجمو يقصو الواد ولّا يباتو على حجرة..

• اولاد التوانسة في كل الارياف المنسية يمشيو كيلومترات في الطبعة والغبرة والحصحاص..في الشمس والمطر والثلج والريح..هذا وقت الطريق يوصل وما تحرمهمش إنجازات دولة الثلاثة آلاف سنة حضارة من حقهم في التعلم..

• اولاد التوانسة في بعض المناطق لي تتبرأ منها الخريطة يخرجو من تحت سقف قصدير باش يقراو تحت سقف يقطر..

• اولاد التوانسة فيهم من يمشي كيلومترات وعلى ظهرو إجرام الدولة وكرشو فارغة حتى لين يروح..

يا فرخ التفبريك والكلام من غير لوجيك..موش المدرسة لي غريبة..الغريبة انك محسوب علينا صحافي وتساهم في الرأي العام..الغريبة انك تونسي وما تعرفش التوانسة ولا هموم التوانسة..الغريبة انك لا تعرف تخدم لا تعرف تتكلم وحاسب روحك عبقري زمانك..

قال الآخر : في عصر زيت الكاز يطلب الشاعر ثوبا وترفل في الحرير "فبريكات "...انقرضوا الزح..!!!