أصبح الفاعلون السياسيون في أغلبهم افرادا و جمعيات و احزابا مجرد مكونات وظيفية يتم تصنيعها حسب الطلب و التخطيط أي مجرد كائنات تنفيذية بلا رؤى أو مشاريع و من الأحسن أن يكونوا من المتهافتين الطيعين .
ضاعت الاشارات والدلالات في الامة فساد الفساد والحمق والغباء والوهم والجهل وكل محاولة للإصلاح تجهض وتفشل لسيادة المعاني السالبة ونسق التطور المادي السريع الذي شكل قالبا لمعاني الذوات وإدراكها وحاجزا صلبا لتحررها وإنعتاقها.
أتعس تفاهة يمكن أن تطلق على من لم يحالفهم الحظ في حياتهم كالفقراء، فهم متفهون من السلطة. هناك تفاهة راقية تصدر من المثقفين وأصحاب السلطة والمال وحتى الصحافيين.
الثورة التونسية لا تزال عاجزة عن اجتراح القيادة اللازمة لهذا الظرف، لا لعدم وجود قيادات سياسية وإنما لانعدام أخلاقيات القيادة وميثاقية السيادة ومبدئية الشفافية بين الفاعل السياسي والجمهور.
فمع استمرار وصاية الدولة على الحقل الديني سيكون كل حديث عن الفصل بين السياسة والدين مجرد "خرافة" أخرى تنضاف الى الخرافات المؤسسة للنمط .
Les Semeurs.tn الزُّرّاع