قصص ركبتها الكاتبة واحدة بعد الاخرى لتتشكل في النهاية هذه الرواية التي اعتبرتها من السرد السحري على طريقة كتاب امريكا اللاتينية وخاصة غارسيا ماركيز …

هؤلاء الشباب إّلي حرق ما عندوش معارف ولا إمكانيات باش يخترع سبب "شرعي" للهروب من الوطن نحو أفق أرحب ... والديهم باعوا قطعة أرض جرداء وإلاّ بغلة غبراء ورموا حمولتهم على ربّي. الهاربين من الوطن أنواع والفارين من جحيم السيستام فئات وأصناف ... جماعة حرقة "خلسة" وجماعة حرقة "شرعية".

في حلب يحدث شيء آخر، شيء ثالث غير الحياة والموت، من يستطيع أن يسمّيَه؟ أو حتّى يدرك ماهيته ؟

بين دولة اليابسة وقرش الماء يرحل شباب في عمر الزّهور لم يعد يشعر بمأساويّة رحيلهم أحد بعد أن اعتاد جلّنا الموت اليومي ماعدا أمّهات تحرق قلوبهنّ مع كلّ " حرقة " جديدة..

إنه قول أبي -رحمه الله- منذ "النهضة الأولى "في أواخر الثمانيات وأوائل التسعينات من القرن الماضي:"وليدي تحبّو تنحّوا الزين ،حتى كان تنحّى ما يجي بعدو كان واحد من الصحاح والزوّالي يقعد زوّالي ،يخدمو بيه الصحاح و يطيشوه ".

فما الذي فعله نيرون في روما أكثر مما يفعله بشار الأسد وحلفاؤه في سوريا أو حلب مثلاً ليتحول إلى مثال الوحشية، بينما يظل الأسد رئيسا منتخبا ومقبولا؟

أيها الماء الأحمر يا صنعة الرب. خذني إلى وطني. فقد سرقوه مني وتركوا الملح في عيني وعيني تبكي من ملح لا أستطيعه. وطني وبعضي وكلي وولدي ونور ...زيتونة واحدة تكفي لكي أحس بالانتماء لا حاجة إلى الزيت إلا ليسهل مرور الحبل على عنقي ويحسبني الفقراء في الشهداء.