انقلاب 25 كان ضد الجميع، ضد الشارع باعتباره كان وقود الثورة، وضد الديمقراطية المزعجة إقليميا بما تحمله من عدوى، وضد كل الوسائط، أحزابا ومنظمات. بقدر رغبة المخططين والمحركين.
الانسداد الدّستوري الذي وقعت فيه البلاد، ليس إجرائيا كما رُوّج له، بل هو انسداد الأُفق لدى غالبية النخبة السياسية والمدنية في داخلها التي لم تتوصّل الى طرح بدائل وطنية جامعة، تقطع مع الماضي وتضع تونس في مسار يليق بها…
لماذا وصلنا إلى هذا الوضع المزري؟ تروج إجابتان تبسيطيتان متقابلتان يتبناهما معسكران مناقضان وجوديا ويقفان على مشارف حرب إبادة مادية :
...فان سعيد سيتصدى لأي محاولة انفراج، لأنه وضع جميع بيضه في سلة الانسداد…
ربما هذا هو الخطاب الأكثر عنفا و الأسوء على الإطلاق للقايد صالح منذ 22 فيفري . وصف من يطالب بالدولة المدنية ''بالخونة'' يتناقض تماما مع التصريحات السابقة التي أعلن فيها الجيش عن مرافقته للحراك.
Les Semeurs.tn الزُّرّاع