الفيروس التونسي متقلّب المزاج غريب الأطوار و الطّباع فتارة يحكم و أخرى يعارض، و مرّة يكون ذئبا مفترسا متوحّشا ليتحوّل حينما يريد إلى أرنب لطيف أليف، و هو يستجيب ليكون حسبما يطلب منه.
إننا مقبلون، لعقدين قادمين، على عهد أسوأ بكثير من العهدين السابقين في مستوى قمع الحريات و إهدار "الكرامة" التي بقيت حرفيا سبع سنوات منسية ومقصاة من "شعار الجمهورية" الرسمي كما هو منصوص عليه في الباب الأول "المحتفظ به" من الدستور المغلوب على أمره.
أنا لست فيروسا ، ... أنا لست جرثومة ، أنا مواطن أمارس حقي المشروع في التقييم و النقد و ذلك حسب ما يمليه علي ضميري و ما تمليه علي قناعاتي السياسية . أمارس هذا الحق بسلمية و بدون حقد و في كل الحالات بترفع و أخلاق.
كيفما قلبنا كلام حسونة، لا نجد فيه منطقا ولا أثرا من عقل او ضمير، سوي تجفيف منابع المساعدات حتّى يتعفّن الوضع اكثر واكثر ليثبت هو ومن كان على شاكلته أنّ الثّورة كانت خطأ وجب تصحيحه ولو بالإستثمار في الموت والأحزان..
أنا أخاطب الكثير من العقلاء الذين أعرفهم من أبناء جهتي وأخاطب العقلاء الذين أعرفهم والذين لا أعرفهم في سليانة، لا تخرجوا من دياركم وحرّضوا أهاليكم على ذلك وعلى الخروج فقط للتلقيح أو للمشاوير التي تكتسي ضرورة حياتية
ما فعلته الدولة هو حلول ترقيعية تأتي دائما بطريقة تجاوزتها الأحداث... فلا هي منعت العدوى من الاستفحال ولا هي حققت النمو الاقتصادي المنشود …
هل نجوت من الفيروس عندما اعتنيت بأمي في غرفة الكوفيد بمستشفى الكاف اثني عشر يوما وبأخواتي عندما أصابهن المرض بتلقيح أم بالتعويل على ميراث أهلي في غريزة البقاء على قيد الحياة؟ …
Les Semeurs.tn الزُّرّاع