لا أحد من "استشرافيّي" و"مستقبليّي" تونس الذين يُعدّون بالآلاف توقّع ما حدث اليوم أمام مراكز التلقيح من فوضى وتدافع وازدحام وسوء تنظيم.
إذا لم تكن لكم الشجاعة على الانطلاق من ثقافة الناس ومخاطبتهم بما يفهمون، وحثّ إعلامكم على أن يحذو حذوكم، فلا حقّ لكم أن تحرموهم من أن يروا أنفسهم بأعينهم، وأن يعبّروا عن أحوالهم بطريقتهم بما في ذلك مرضهم…
منذ 2019 طغى الفعل السياسي السالب، وهو فعل معطّل يمنع المبادرة والبحث عن الحلول، ويخنق المؤسسات. وهو في تقديرنا السبب الأساسي في العجز عن مواجهة الوباء وبلوغ الوعظ الصحي مرتبة الكارثة…
الظرف الاستثنائي يقتضي سلوكا بشريا استثنائيا يوافقه يتجنّب الناس فيه التهلكة.. بسلاح الوعي والصبر عليه.
الإتحاد منغمس في السياسة و يتطاول على حكومة ضعيفة و هو يغالي في “نصرة “الطبقة الشغيلة و نحن نعرف نسبة السعادة للطبقة الشغيلة. حتّى نقتبس من صيحات الماضي و هم ينادون على لينين: “استيقظ يا حشاد … إنهم اصيبوا بالجنون”.
أعلم أن مجرمي الحرب من الإعلاميين والسياسيّين والنقابيّين يفضّلون موت الناس على أن ينجدهم من لا يرضون بنجدته.. الوضع وضعُ حرب.. والحرب تقتضي دفعها من قبل جميع المواطنين.. لا فرق بين أحد منهم…
أمام شحة التلاقيح كنت لن أتردد و كنت سأطير إلى جينف و أرابط هناك أمام العالمية للصحّة و أطلب اللقاح لتونس، لإفريقيا ،للعالم الثالث و نحن كلنا معنيون بحماية العالم و البشرية.
Les Semeurs.tn الزُّرّاع