و الوباء يحصد الأرواح و ينتشر كالنار في الهشيم و الكل يرمي بالمسؤولية و يتنصّل منها، مذا لو كنت أنا الرئيس ؟ من موقعي كرئيس ماذا كنت أستطيع أن أفعل؟
في إطار صلاحيات محددة و لكن من مبدأ دوري الاعتباري أو كما يسمى بالفرنسية: ” le magistère moral “أي الإشعاع الأخلاقي الذي هو أساسا القدوة والمثال كان لدوري أن يكون محوريا و لا ربًما أساسيًا.
أكيد أنه لم يكن ممكنا التنبؤ في الإبان بخطورة الوباء ولو بدأنا مبكرا نستشعر تداعياته و نحن ننصت ل أنطوني فوشي و هو يصارع ترامب.
مع انتصاب الداء كنت أول ما أفعله هو أن أحيط نفسي بخيرة خبراء تونس في علم الأوبئة و الوقاية و الاحصائيات و الصيدلة و الاقتصاد التعاضدي و أنصًبهم كخلية أزمة قارة مستنفرة على الدوام حتى تتبين لنا خارطة طريق مجدية و بأقل التكاليف.
كنت بعد الموجة الأولى وأنا أرى مدى تقاعس مواطني عن الالتزام بالحذر و عزوفهم عن التسجيل و ازدرائهم للتلقيح كنت سأتفرغ جاهدا و مجاهدا لفتح أكثر ما يمكن من أبواب التواصل بيني وبينهم لأفسّر لهم لأبيّن لهم معنى هذا وذاك ضرورة هذا وذاك، و أنا المدرّس والمرشد.
بعد أن شاع الوباء و اكتشفنا و كأننا لا نعلم هشاشة مستشفياتنا و ضئالة منشئاتنا الصحية كنت سأجنّد نفسي و أجوب تونس من أقصاها إلى أقصاها ، لن أترك لا قرية ولا مدينة دخلهما الوباء إلا وأنا هناك،لا أترك مستشفى و لا مركز تلقيح إلا وأنا هناك للتواصل،للتفقّد و التشجيع.
أمام شحة التلاقيح كنت لن أتردد و كنت سأطير إلى جينف و أرابط هناك أمام العالمية للصحّة و أطلب اللقاح لتونس، لإفريقيا ،للعالم الثالث و نحن كلنا معنيون بحماية العالم و البشرية.
أضغاث أحلام ،هلوسة الحالم-العاجز. تذكرني هذه الخواطر بأغنية رائعة .Si j’étais président” .Gérard Lenorman “ و المغني يريد إسعاد الاطفال… يعدهم حتى يمرحوا بأنه سيسمي لهم في أعلى المناصب أبطال صورهم المتحركة. و بطبيعة الحال فرضت “الواقعية “ نفسها وهي لباس الفشل و فاقد الشئء…