ما نعيشه اليوم في بلادنا أشبه بمشهد فيه واحد معتدي يلقي بالناس في مسبح من مكان مرتفع وأغلبهم ما يعرفش يعوم
القابلون بالعودة الى البرلمان بعد زغاريد الفرج بإغلاقه وتجميده ليسوا في وضع تفاوضي ولا يملكون اية شجاعة اخلاقية ...والخضوع لابتزازهم يدمر الآمال المعلقة على عودة البرلمان بما هي خطة في طريق استعادة الديمقراطية ولو بعد حين .
كل خطاب إقصائي على أساس ايديولوجي هو مشروع انقلابي معدّل، كل تزكية للذات وشيطنة لطرف معين أو لأطراف معينة هي مشروع انقلابي معدّل، كل مشروع يريد تصحيح مسار الانقلاب دون الاعتراف بأنه كان انقلابا منذ 25 جويلية هو مشروع انقلابي معدّل،
كان اعلان الاخ نورالدين الطبوبي بالقبول المبدئي لرئيس الجمهورية بمبادرة الحوار الوطني للاتحاد اعلانا بالذهاب قريبا نحو تسوية الاكراه المؤقتة التي تقتضيها مصلحة البلاد المحاصرة بمخاطر اقتصادية و اجتماعية مخيفة .
إنها أزمة عميقة شارك الجميع في تعميقها ولكن مقترحات الرئيس وسياساته المعادية للحياة الحزبية وامتهان المشتغلين بالسياسة ستدفع بها إلى نهايات حادة وسيكون ثمنها مكلفا جدا وفي بعض ثمنها خروج الرئيس من الباب الصغير للتاريخ.
اي ائتلاف حكومي قادم لو تأكد ذهاب رئيس الحكومة الحالي يجب ان لا يكون نقيضا للائتلاف الحالي في البرنامج والتوجهات بل يجب ان يكون تقوية له وهذا ممكن.
الياس الفخفاخ لن يبقى بعيدا في تشكيل حكومته عن خيار التوافق ولو ادى الامر الى صفقة سياسية كرشوة لقلب تونس حتى يؤمن مرور حكومته دون الحاجة الى أرضية مشروع صلبة مبنية على تصور تونس بعد عقد من الزمن.
Les Semeurs.tn الزُّرّاع