من يريد بناء أي بديل للانقلاب خارج صناديق الاقتراع وبعيدا عن التمثيلية الشعبية فهو انقلابي أو في خدمة الانقلاب...فأن نقول إنه لا عودة لما قبل 24 جويلية، هو قول لا يعني قيام وصاية جديدة على الشعب، بل يعني تصحيح ذلك المشهد البائس دون وصاية أي طرف كائنا من كان، وبتحمل كل الأطراف مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية عنه، أما مسؤولياتها السياسية فسيتكفل الناخبون بها بمكافأة/ معاقبة من يشاؤون في الاستحقاق النيابي والرئاسي القادم.
كل خطاب إقصائي على أساس ايديولوجي هو مشروع انقلابي معدّل، كل تزكية للذات وشيطنة لطرف معين أو لأطراف معينة هي مشروع انقلابي معدّل، كل مشروع يريد تصحيح مسار الانقلاب دون الاعتراف بأنه كان انقلابا منذ 25 جويلية هو مشروع انقلابي معدّل،
كل محاولة لاستغلال وضعية الاستثناء لهندسة المشهد السياسي القادم هي مشروع انقلابي معدّل...كل خارطة طريق تستبعد أعداء الرئيس وتُبقي حلفاءه أو طابوره الخامس هي مشروع انقلابي معدّل،
كل تنسيقية لمكافحة الانقلاب على قياس" العائلة الديمقراطية" ومنطقها الهووي الاختزالي هي مشروع انقلابي معدّل، ولكن كل محاولة لرسكلة التوافقات اللاوطنية لما قبل 25 جويلية بدعوى الدفاع عن الشرعية هي أيضا مشروع انقلابي معدّل…
إنها جميعا مشاريع انقلاب معدّل...ولا معوّل عليها إلا عند الانقلابيين وإن ادعوا الديمقراطية والوطنية والصلاح في كل نفس .