أنـت يـا أمـي نبـع كـل حـنـان
ورفيـف المنـى طــوال الـزمـانِ
فإلـى صـدرك الشـفـوق مــلاذي
وعلـى قلبـك الخـفـوق مكـانـيِ
أي شـيء يفـوق وجهـك نــورا
وعلـيـه كـواكــب و أغـــانِ
أي وصـف يليـق بـالأم .. أمــي
إنـهـا فــوق قــدرة الـفـنـان
أنـت يـا أمـي سـر كـل جـمـال
عـبـقـري مـعـطـر فــتــان
أنت عنـدي سنابـل الحـب تتـرى
وأكالـيـل كــل قـلـب قـــان
أنـت عـيـد و بهـجـة لـفـؤادي
ورفـيـف الأشــواق و الألـحـان
فـي يديـك الصبـاح يجـري نقيـا
فكـأنـي بــه يـشـق عنـانـي
حين ينساب صوتك العذب في عـمـ
ق فـؤادي يهزنـي مــن كيـانـي
حيـن أرنـو إلــى النـجـوم أراك
لا أراهـا فـأنـت نـجـم الأمــان
حيـن أبقـى مضرجـا باغتـرابـي
أحتسي مـن خطـاك نبـع الجنـان
أنـا فـي عيـدك العظيـم أغـنـي
و معـي كــل عـاشـق حـيـران
أنـا فـي حضـرة الأمومـة طـفـل
يتهـادى فـي أجـمـل الأحـضـان
آه لـولاك مــا شــدا أي طـيـر
أو تبـاهـى بقبـلـة عـاشـقـان
فاعذرينـي إذا أنــا لــم أنمـنـم
واعذرينـي علـى قصـور بيـانـي
آه أمـي.. ظلـي بقلـبـي ضـيـاءً
و أفيضـي عـلـيّ كــل حـنـان
وأعيـدي طفولتـي مــن جـديـد
ضقـت ذرعـا بشيبتـي و هوانـي
و اقذفينـي علـى المـروج لألـهـو
مـع قــط و أرنــب و حـصـان
بـك أمـي تزهـو الطبيعـة حسنـا
بـك صــدري يـضـج بالإيـمـان
ليـس للدنيـا أي طعـم و معـنـى
دونـمـا ثـغـر أمــي الـمـلآن
كلـمـا دب فـــي داء عـضــال
كنت لي البلسـم الـذي كـم شفانـي
كـل عـام و أنـت حلـم حيـاتـي
كـل عـام و أنـت فـي وجـدانـي
أنـت فـي خاطـر الزمـان نشـيـد
يتـراءى لـكـل إنــس و جــان
أنـت و الـحـب تـوأمـان فــأي
مـنـكـمـا أول و أي ثـــــان؟
لا تغيبـي فإنـنـي قــد تـعـود..
ت علـى رؤيـة النسيـم الحـانـي
لـيـت آذار لا يغـيـب طـويــلا
فـأنـا لا أطـيـق غـيـر ثــوان
ليـس عنـدي هديـة غيـر حـبـي
يتغـنـى بلـحـنـه الأصـغــران
كل أرض من دون خطوك سجـن….
ضقت ذرعا……….. بخطوة السجان
حين ضاع المكان…….. كنت مكاني
حين ضاع الزمان…….. كنت زماني
تمنع الريح عني
وموج السغب
ثم تنفض عني
غبار التعب..
وتموج عواطفها
كسنابل من فضة وذهب
وأنا الولد المستحيل..
أحوك مداي بأغنية ولهب
وأفيض كما النزف
أسرج أخيلتي
وأروض وحش التعب
تسوق قطيع الغيم التائه
في مراعي آذارالجريح
تصب الأمومة في قدح العمر
فيغدو الكون أوسع من الكون
ويغدو قلبي مغدى للفراشات
ومراحا للنيازك …
علياء محرابها
وأنا أتساءل:عما بها…!
وأمد الكلام الجميل
بساطا على بابها
لأنك أمي..
تصير الطبيعة أحلى
ويغدو جميع الشعوب..
جميع القبائل أهلا
وأصير أنا
زيزفونا وفلا
آه..آذار..
يا وجع القلب.. والذاكره
يا سماء مضرجة بصلاة الأمومة..
ونكهتها العاطره
يا هبوب الدم في الروح
يا مطرا..
لم يعد كسماواته الماطره
ثم نجم بعيد.. يضيء
إنه وجه أمي الذي
حفرته السنون
فصار ملاذا ..مزارا
لرؤاي الضليلة والحائره..!
عانقيني مع العصافير فجرا= فأنا طفلك الصغير الواني
وافتحي لي بوابة الكون يوما= لأضم السماء بين بناني
أنا أحتمي بظل ظليل = ضقت ذرعا بألسن النيران
طالما ..طالما فتحت عيوني= لأرى حولي نبضك المتفاني
فخذيني إليك ..ضمي شتاتي= ولديني قصيدة من حنان
****
ما زلنا لا نعرفُ يُمنانا من يُسرانا
نتحدَّثُ عن لهبِ العالمِ
حتى نملأَ عينَ الكلماتِ دخانا
ما زلنا نكذبُ في وضحِ الصدقِ
ونرمي بالحجرِ الآثمِ أتقانا
ونصوِّتُ للأسوأِ فينا
كي نثبتَ للعالمِ
أنَّا شعبٌ نهوى أسوأَنا
في الماضي والآنا
ما زلنا نهتفُ للحبِّ
وحقدُ القلبِ لقد أعمانا
ونقدِّمُ طاعتَنا للسارقِ لقمتَنا
للحاملِ رايتَنا
كذِباً..بهتانا
ما زلنا ننبشُ في الماضي
ونلوكُ حكاياهُ
ونحفرُ مثوانا
ما زلنا ننظرُ للنورِ مؤامرةً
فنحاربُهُ
ونصيرُ لمجدِ الظلمةِ قربانا
ما زلنا أحياءَ
ولكنَّ الموتَ يحثُّ خطانا
ما زلنا شعراءَ
ونمدحُ ساجنَنا والسَّجَّانا
ما زلنا تجَّاراً
نفتحُ للثورةِ دكَّانا
ونبيعُ كرامتَنا وأبانا
ما زلنا جعجعةً وطواحينَ هواءٍ
ولنا أملٌ بغدٍ أسوأَ ممَّا كانا
****
بعد أن عرفت أن أصل الكرد قرباط وبوياجية وخدم مقاهٍ ومطاعم ازددت زهوا بالانتماء إلى هذه الأمة الغلبانة دون غيرها من الأمم التي تتباهى بالأحساب والأنساب الخاوية على عروشها وقد أبدع محمود درويش حين قال:
أبي.. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نجبِ
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسبِ
يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل ترضيكَ منزلتي؟
أنا اسم بلا لقبِ
….
مع تحياتي إلى المفكر المتخلف الدكتور عبدالرزاق عيد ومن لف لفه…