ماذا سأكتبُ في شامي وفي حلبي

Photo

ماذا سأكتبُ في شامي وفي حلبي

لسانيَ الآنَ معقودٌ من الغضبِ


لا خيرَ في أمَّةٍ والقتلُ ديدنُها

فإنَّ أمَّتنا تغتالُ كلَّ نبي


كم من شريدٍ وأرضُ اللهِ ضيِّقةٌ

من بعدِ أنْ ضاقَتِ الأوطانُ بالعربِ


ومَن تبقَّى فعينُ الموتِ ترصدُهُ

وقد تنجيهِ كي تلقيهِ في الكربِ


هذا السلاحُ لإسرائيلَ لو رُصدَتْ

لأصبحَتْ أثراً يا ساسةَ الكذبِ


" يا أمَّة ضحكَتْ من جهلِها أممٌ "

يا أمَّةً عن سؤالِ العقلِ لم تجبِ


فهمُّها من فنونِ القولِ ثرثرةٌ

ولا حياةَ لها في دوحةِ الأدبِ…

***

الموتُ للعمالِ

إن قالوا:

لنا ثمنُ العذابْ


الموت للزرَّاعِ

إنْ قالوا:

لنا ثمرُ الترابْ


الموتُ للأطفالِ

إن قالوا:

لنا نورُ الكتابْ


الموتُ للأكرادِ

إن قالوا:

لنا حقُّ التنفُّسِ والحياةْ


مقطع من قصيدة قالها محمود درويش في 1963 وعمره واحد عشرون عاما عن الأكراد ومأساتهم وحقوقهم لا سيما في التنفس والحياة..

منذ ذلك الوقت الأسود وما قبله وما بعده تُهدر حقوق الإنسان عامة والكردي خاصة ..هذه الحقوق الضرورية للاستمرار في الحياة فدونها يتحول الإنسان إلى أدنى من الحيوان ذلك أن الحيوان له بعض الحقوق وكم نحسد الحيوانات في الغرب ولا سيما تلك الموجودة في كنف بريجيت باردو..

علما أن الرفق بالحيوان جزء من تراثنا فقد غفر الله لرجل سقى كلبا ودخلت امرأة النار في هرة..
ما بالك اليوم والإنسان السوري فقد كل حقوقه في الحياة.. والغرب والشرق جميعا يتفرجون على هذا الفيلم المرعب على أرض سوريا التي تحولت إلى منتجع للتقدم والاشتراكية ..

لا تنسَ أن قصيدة محمود درويش فقدت حقها في النشر في دواوينه لأنها تشكل خطرا على أمن العروبة ..

التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة…

هكذا تكلم ماركس..

هل من حقي نشر هذا الكلام؟

لا أظن …


سقطَ العشراتُ

من القتلى

سقطَ الجرحى..

سقطَ الوطنُ

لم يبقَ سوى زمنٍ ميْتٍ

في جثَّتِهِ

يطفو الزَّمنُ

***

نجح عبر التاريخ الكثير من " الثورات " سياسيا وعسكريا بينما لم نجد ثورة فكرية واحدة تنجح نجاحا حقيقيا بل تُحارب حربا شعواء من أرباب العروش والكروش وممّن يسير في ركابهم من انتهازيين ووصوليين وغوغاء ..

إن ما نحتاج إليه هو الثورة الفكرية التي تخلخل البنى المتهرئة لكل ما عداها.. فالفكر المؤدلج أوالشمولي أوالغيبي المتخلف لا يمكن أن ينتج أي ثورة حقيقية لصالح الإنسان.. لهذا نرى" ثوار" السياسة والعسكرة متربصين بأي فكر تنويري ثائر فيفتحون السجون على مصاريعها للرأي الذي يفسد للود ألف قضية ويفسحون المجال للشعوذة والدجل وقراءة الأبرج ولنا في الواقع العربي الصامد الممانع الأسوة الحسنة..


قال الجواهري في المعري:
لثورةِ الفكرِ تاريخٌ يحدِّثنا
بأنَّ ألفَ مسيحٍ دونَها صُلبا


يتولَّى شؤونَنا الغَوْغاءُ
أدماءٌ دماؤُنا أم ماءُ


هؤلاءِ المشعوذونَ بأرضي
أفسدُوها ..لم تنجُ منهم سماءُ


نحنُ نمشي إلى الأمامِ ولكنْ
دونَ جدوى فكلُّ شيءٍ وراءُ


نزرعُ البحرَ..نحصدُالملحَ منهُ
ومن الملحِ لا يُشادُ بناءُ


زبدُ الحلمِ قد تولَّى جفاءً
عمْ صباحاً وعمْ مساءً جفاءُ

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات