أيا شاعرًا قد أحبّ البلاد *** وكان فريدًا بجمع العددْ
وكـان السَّفير لحَمْلِ الثَّقال *** وعـــزَّ عليه ضعيفَ السَّندْ
وهذا الأصيل يضيء المكان *** وذاك اللّقيــــط يبيع البلدْ
وإنّــا كمثل النخيـل الأنيق *** وقـوفا ترانا بوجه الجَلَدْ
لنا النسل في كل يوم جديد *** وإنّأ على كل دهر جددْ
أصيل لأصل تنــاهى مداه *** فحول تتابع جدًّا فجدْ
وأمُّــهُ تلك التــــــي تقتفيه *** بطيب الدّعــاء وذكر المدَدْ
وكــانت تسبِّح طول الطّريق *** وَوَدْعُ تعلَّق ضدّ الحسدْ
وَوَشْمٌ تَلبَّس بِالْـــــــوَجْنَتَيْنِ *** وفَوْقَ الْجِبِينِ الّذِي قَدْ سَجَدْ
وقرط تدلَّى على السّالفين *** وثوبٌ كَسَتْهُ السُّنُونُ العقدْ
إليكم حبيبي سمــاء البلاد *** ومهد الزمـان وأرض الوتدْ
ونهر الحياة وسفح الجبال *** وعودُ الطّيـورِ التي تبْتعِدْ
وليست بلادي عقيم الغواني *** تبيع هـــــواها لمن يستبدْ
وإنّ بلادي وأمّــــي ولودٌ *** لها أنْ تُبَاهِي لَهَا أنْ تَلِدْ
وأرض إذا شاقها المجد قامت*** "أحبت بينيها لأبعد حدْ"
لها العشق من أهلها في الشّديد *** وتحنو عليهم بمجد الأبدْ
أحبّت بنيها بكلّ الفصـــــول *** كَمـَا لَمْ يُحِبَّ البَنِينَ أَحَدْ