كَمـَا لَمْ يُحِبَّ البَنِينَ أَحَدْ

Photo

أيا شاعرًا قد أحبّ البلاد *** وكان فريدًا بجمع العددْ

وكـان السَّفير لحَمْلِ الثَّقال *** وعـــزَّ عليه ضعيفَ السَّندْ

وهذا الأصيل يضيء المكان *** وذاك اللّقيــــط يبيع البلدْ

وإنّــا كمثل النخيـل الأنيق *** وقـوفا ترانا بوجه الجَلَدْ

لنا النسل في كل يوم جديد *** وإنّأ على كل دهر جددْ

أصيل لأصل تنــاهى مداه *** فحول تتابع جدًّا فجدْ

وأمُّــهُ تلك التــــــي تقتفيه *** بطيب الدّعــاء وذكر المدَدْ

وكــانت تسبِّح طول الطّريق *** وَوَدْعُ تعلَّق ضدّ الحسدْ

وَوَشْمٌ تَلبَّس بِالْـــــــوَجْنَتَيْنِ *** وفَوْقَ الْجِبِينِ الّذِي قَدْ سَجَدْ

وقرط تدلَّى على السّالفين *** وثوبٌ كَسَتْهُ السُّنُونُ العقدْ

إليكم حبيبي سمــاء البلاد *** ومهد الزمـان وأرض الوتدْ

ونهر الحياة وسفح الجبال *** وعودُ الطّيـورِ التي تبْتعِدْ

وليست بلادي عقيم الغواني *** تبيع هـــــواها لمن يستبدْ

وإنّ بلادي وأمّــــي ولودٌ *** لها أنْ تُبَاهِي لَهَا أنْ تَلِدْ

وأرض إذا شاقها المجد قامت*** "أحبت بينيها لأبعد حدْ"

لها العشق من أهلها في الشّديد *** وتحنو عليهم بمجد الأبدْ

أحبّت بنيها بكلّ الفصـــــول *** كَمـَا لَمْ يُحِبَّ البَنِينَ أَحَدْ

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات