راج في الآونة الأخيرة في مواقع التواصل الاجتماعي خبر موت رئيس الجمهورية، وانشغل الجميع بالبحث عن الحقيقة، عن مدى صحّة الخبر، عن الرّئيس نفسه، تكذيبات ومطالبات بالملف الصحّي وحملات "وينو الرئيس" والكل مهتم. والحقيقة أن الباجي قايد السبسي ميّت، والموت أنواع. تريدون أن تتأكدّوا إن كان يتنفّس أم لا؟ أطمئنكم بأنّ رئيسنا المفدّى مازال يستهلك هواء هذا البلد ويلوّثه، مازال يمتّع ناظريه بجماله بينما لا يرى البعض منّا سوى القمامة ومازال يرتوي من مائه بينما يشرب العديد من المستنقعات اليوم.
ولمن يحبّ هذا الوطن ويدافع عن مكانته بين الأمم أقول لا تخافوا مازال رئيسنا محافظا على هيبة الدولة ويلبس ربطة عنقه كلّ يوم ولكنه مشغول بعض الشّيء فلا تلوموه، لا وقت للوطن. ثمّ أنّة لم يتقدّم للانتخابات الرّئيسية ليشغل نفسه بتراجع الدّينار التّونسي أو ارتفاع نسبة البطالة أو الأزمات الاقتصادية المتتالية، هذا عمل الحكومة والحكومة ستتغيّر، وإن لم تفلح في إخراج تونس من أزمتها فسندعو إلى حكومة جديدة مطالبين جميع الأحزاب ممن لم يتذوق ممّا تبقّى من البلد إلى الاتحاق بالعصابة.
ثمّ ماذا تريدون منه؟ أنسيتم انجازاته؟ كيف لكم نسيان ما قدّمه لهذا الوطن؟ ألم يرجع لكم "الصّنبة" مكانها كي تحجّوا إليها متى أحسستم بالحنين إلى سجّانكم الأوّل؟ كيف لكم أن تنكروا الجميل؟ توقّفوا عن ترهاتكم!
رئيسنا في الحمّامات يتعشّى مع أفراد عائلته حسب مصادر إعلامية " أمينة" فلم تزعجونه؟ دعوه يأكل الأخضر واليابس، ولتشغلوا بالكم بأمور"أهم" . وإن كنتم مصرّين على معرفة الحقيقة فلتعلموا أن رئيسنا، يا جماعة، أو ما تبقّى منه، ميّت منذ زمن، فلنعلن الحداد، ليس لموته بل لموت هذا البلد.