منذ تحلل الاتحاد السوفييتي في أواخر الثمانينات و سقوط حائط برلين نادى العالم الغربي بالنصر و بانتهاء الحرب الباردة لصالحه عموما و لصالح الولايات المتحدة بالخصوص.
و لكن العالم الغربي لم يستغرقه الاحتفال بالنصر وقتا طويلا...و انما انكب منذ الساعات الأولى يبحث عن البديل أو قل عن شكل الصراع القادم...و الحرب القادمة...و العدو المستقبل…
و في هذا الاطار هناك صوت نادى بنهاية التاريخ و بشر بشكل الصراع الاتي موضحا أنه سيكون ذا طابع حضاري ديني..و إن الإسلام و العالم الإسلامي هو المرشح ليكون وقود هذه الحرب…
في نهاية الثمانينات كان هذا التوقع يثير الاستغراب لدى الكثيرين...الذين كانوا يستبعدون هذه الفرضية...لسبب بسيط ؟ لكون العالم الإسلامي و المسلمين في نظرهم متخلفين بما يكفي ليخسروا هذا الصراع حتى قبل أن يخوضوه.
و لكن المعسكر الغربي كان يحتاج لعدو ...حتى يستمر و حتى يضمن استمرار إنتاجه الحربي المزدهر بحكم تعدد و تنوع بؤر الصراع التي كانت توفرها الحرب الباردة...و التي كانت تدور بالوكالة في مواقع مختلفة...في افريقيا السوداء...في أمريكا اللاتينية...في أوروبا الشرقية..
حاجة الغرب لضمان استمرار ازدهار اقتصاد السوق و ماكينة الحرب جعلته يختلق عدوا ....بل و يختار عدوه...فكان الاختيار على الإسلام و على المسلمين…
فإذا فرضت الظروف و التاريخ على العالم الغربي عدوا...استغرق الانتصار عليه نصف قرن...فإن هذا الغرب اختار هذا المرة أن يصنع التاريخ..تاريخه…
و في الحقيقة لم يكن ذلك اختيارا بقدر ما كان ضرورة تاريخية طبيعية إنسانية...؟ فالأمم الضعيفة المتخلفة قدرها أن تستولى عليها و على خيراتها الأمم الأقوى منها... تلك هي سنة الحضارات الإنسانية منذ بداية التاريخ…
اليوم لا حديث إلا على الإرهاب الإسلامي... كل التفجيرات..كل الفضاعات مرتبطة بالإسلام و المسلمين..
كل أشكال التخلف و الانحطاط صار لها عنوان يكاد يكون وحيدا…الإسلام و المسلمون…
الحروب الأهلية و الانقلابات العسكرية التي كانت أفريقيا السوداء وكرا لها و كذلك امريكا اللاتينية….
جفت و كفت لتجعل من ليبيا و سوريا و العراق و اليمن…مسرحها الجديد و راعيها…
الميز العنصري في امريكا و مشاكل الأقليات و نزوح المكسيكيين و المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية أصبحت أمرا ثانويا جدا جدا…بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001…التي قام بها مسلمون…
تفجيرات 11 سبتمبر كان لا بد أن تحصل ليصدق '' حدس'' و تنبؤ من نادى بأن العدو القادم هم المسلمون و الإسلام…
ما يحدث اليوم في فرنسا و بلجيكا و بريطانيا و ألمانيا…هو ترددات تفجيرات 11 سبتمبر…
نعم هو الأمر كذلك أو يهيئ لي…