سهرة نور مهنا في مهرجان بنزرت الدولي " وجه مضيئ و وجه مظلم "

Photo

من المؤكد أن المواطن التونسي يعيش في ذائقة إقتصادية …
من المؤكد أن المواطن التونسي يعيش في شقاء مستمر ليلا نهارا دون إنقطاع …

من المؤكد أن المواطن التونسي تسيطر عليه النظرة السليبة القاتلة و القاضية و القابضة علي أحلامه المستقبلية بسبب الضباب الذي يغطي كامل الشريط التونسي بسبب تعاسة الأحداث و نحس الوجوه و شوم الزمان و تقلص المكان و اعويجاج العقول و شذوذ الأفكار و ردائة القرارات المصيرية و غياب المسؤولية و إنعدام الشجاعة بسبب السحق المتواصل و المستمر من القوى الخارجية و من أباطرة الإقتصايات العالمية.

رغم كل هذا رأينا وفود كبيرة توافدت علي سهرة الفنان السوري " نور مهنا " و هذا هو الوجه المضيئ في شخصية المواطن التونسي الذي يتحدي كل العراقيل من أجل الرفاهية و لو بالحد الأدني لذالك أرفع القبعة لهذا الشعب العظيم الفنان " نور مهنا " قام بإحياء السهرة و أنتم قمتم بإحياء الأمل و تصرون إصرارا علي إستمرار الحياة الطبيعية.

وضعتني الاقدار للعمل في مهرجان بنزرت الدولي ليلة السبت 13 أوت في سهرة الفنان السوري نور مهنا الذي أنار الركح و المدارج و ألهب الجماهير بذالك الحس الرقيق و الصافي و الصوت العذب الذي زلزل المدارج و أشعل القلوب و أضرم النار في عيون الحاضرين و أهاج العقلاء و شجع الجميع و حرضهم لإطلاق العنان لعقولهم من أجل إخراجهم و لو لساعتين من تلك القيود التي تكبلهم و التي تعتقل أفكارهم و توثق مصيرهم المجهول و ما كان من الحاضرين إلا الإمتثال لرغبة الفن الراقي و ليس لغريزة الفن الهابط .

فشكرا لنور مهنا فقد أرجعنا لأيام الزمن الجميل عبر رصانة الأداء و اتزان الصوت الجميل عبر أغنية " مر الزمان " مرورا بترنيمة " يا مسهر العشاق " وصولا " بوحشني " هذا الفنان الذي عرف كيف يلهب الأنفاس و ينسي الحاضرين الألاعيب القذرة ......

فالحالة النفسية و الإجتماعية التي يعيشها " نور مهنا " ساهمت في إنجاح السهرة علي جميع المستويات هو يعيش في نوع من الألم و في نوع من الأنين نظرا للمأزق الجغراسياسي التي تعيشه سوريا و خصوصا حلب ( أصيل هذه المحافظة التاريخية ) .

هو يعيش في نوع من الإغتراب بما انه قاطن ببلادنا منذ الشروع في تطبيق مشروع المؤامرة علي الحبيبة سوريا فجسمه في غربة و روحه في سوريا الحبيبة و صوته يناشد مفهوم الإنسانية و لو نظريا
فهذا الألم الداخلي و هذه العزلة و التعاسة الغير مرئية ساهمت بشكل كبير في الترويح عن الحاضرين بمن فيهم أعوان الأمن و الحماية المدنية….. و هذا يحسب لنور مهنا و لإدارة المهرجان عكس المرات السابقة عندما قامت بإبرام عقود في ظاهرها فن و في باطنها تجارة مع أشباه الفنانين.

- الوجه المظلم في سهرة نور مهنا :

لن نتقدم و لن نتطور و لن نكتسب أجيال يافعة مفترسة و لن نعيد هيبة النواة الأولي في المجتمع ( الأسرة ) و لن يتحسن المستوي التعليمي و لن ترتقي بالجامعات التونسية في سلم الترتيب العالمي و لن نحد من هجرة الأدمغة و لن نصبح كيان قائم بذاته و سنواصل في تسديد القروض الي مدي بعيد و لن تكون لنا حكومة ثابت بما أن مفهوم المحاصصة موجود و راسخ في تصرفاتنا و أفعالنا و قراراتنا فبأي حق يتحصل إبن ( فلان ) و إبنة ( فلان ) ( زوجة سي …. ) علي المقاعد الأولي المخصصة لذوي الإحتياجات الخاصة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ بأي حق تستعمر ( عائلة سي ….. ) أكثر من 10 مقاعد دون إقتناء تذاكر الدخول ؟؟؟؟؟؟؟؟

" التقدم مستحيل بدون تغير و اولئك الذين لا يستطيعون تغير عقولهم لا يستطيعون تغير أي شيئ " ( جورج برنارد شو )

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات