نحن في مجتمع يغيب فيه الفنان و يحظر فيه النكرة

Photo

كما يعلم الجميع نحن بصدد عرقلة مستقبل أجيالنا القادمة و بصدد بناء حواجز متواترة و متواصلة أمام ثرواتنا البشرية المستقبلي......

كما يلاحظ الجميع أننا بصدد رسم صعوبات و عوائق في إطار يتميز بالرداءة و في لوحة تكتسيها كل معاني القبح......

نحن بصدد إقتراف مجزرة روحية و نفسية في عقول و في أجسام أجيالنا المستقبلي ....

و نظرا لبشاعة الصورة و نظرا لقسوة المنظر و المشهد تم تأجيل عرض هذه اللوحة الفنية الهابطة للمستقبل القريب أو بالأحرى تم تأجيل نتائج إستهتارنا و تكاسلنا و إستخفافنا بعنفوان شبابنا في القريب العاجل .....

فالميسرات منعدمة في طرق و في مسالك شبابنا فما بالك بالأجيال القادمة التي ستعاني كثيرا و ستعاني منها الأرضي التونسية جراء إنتاج و مرسوم عائلي مبعثر مشتت و خاصة مفرق بعد الطعنات المدبر و المعد من قاعة العمليات الدولية منذ قديم الزمان بغية تركيع مؤسسة الأسرة لشواتهم و للذاتهم ......

الأسرة في قاموس علم الإجتماع و حسب أغلبية المنظرين لهذا العلم الرفيع هي النواة الأولى للمجتمع و لكن حسب رأي البسيط و المتواضع "الشارع" حل مكان الأسرة و هو الذي أصبح يقوم بإغباء و تجهيل شبابنا و بنظارات وردية مليئة بالتفائل و بنظرة إستباقية أري و ألاحظ ذالك الألم و الوجع في تقاسيم وجه الرضيع المولود قبل ثواني الذي حكم عليه القدر أن يكون حامل للجنسية التونسية أرصدتتها الإجتماعية تتقهقر و وزنها الدولي يتراجع بسرعة قسوى و دفاتيرها تحترق.

إذن أسيادي الكرام نحن ننتظر تلك اللوحة الفنية المبتذلة خصائصها الأساسية " الكيتش" اي نحن الآن بصدد إلتقاط فضلات من الشارع ووضعها علي لوحة ندعي انها ستكون مرآة ناسعطة البياض تعكس فروهة أجيالنا القادمة .

و مهارة و همة رجولتنا و حيوية أجسامنا و خفة أفكارنا و مواضبة عقولنا و حدة نظاراتنا السوداء......

فقاموس أكسفورد يعرف الفن الهابط على أنه ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﺼﺎﻣﻴﻢ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﻘﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺫﺍﺋﻘﺘﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻠﻮّﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻬﺮﺟﺔ، ﻭﻣﺒﺎﻟﻐﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗُﺴﺘﺬﻭَﻕ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﺎﺧﺮﺓ .


• أليس هذا هو الموجود في واقعنا الذي نعيش فيه ؟

• ألسنا نحن من ندعي التقدم و " الهربة " و الحداثة و نحن في الحقيقة لا نساوي فلسا واحدا ؟

• أليس هم من يضعون و يخططون في برامج فقيرة و مدقع تائهة وسط التاريخ مثل العاهرات من تجربة إلي أخرى و فشلت و من ثم وجدت ضالتها في بلادنا ؟

• أليس هم من يتذللون و يشحذون الخطط و برامج التربية من الخارج البرامج التي تكالبت عليها الكلاب فنهشوها و عند إنتهاء صلوحيتها تم قذفنا بها مثل ذالك الحيوان المنوي الذي ينهك قوة المرأة ؟ أليس هم من يضعون الملفات على مكاتبهم و يتم التعامل معها بالإعتماد على مبدئ العاطفة و كأن العقل خلق ليجمد ؟

• أليس نحن أصبحنا مصدر للسخرية في الكثير من المنابر الإعلامية خاصة منها الفرنسية...و مازال مازال ؟

ماهي اللغة التي يحاكى بها أطفالنا ؟


• أليست لغة السلاح ؟

• أليست لغة الدم ؟

• أليست لغة الغدر ؟

• أليست لغة الغش؟

• أليست أبجديات الخيانة؟

• أليست لغة الإحتيال ؟

• أليست لغة القتل ؟

نعم القتل نعم القتل نعم القتل …

فأرباب هذه البلاد التعيسة يقتولون كل ما تبقى جميل فهذه العجوز مازال لها القليل و تنتهي صلوحياتها الدولية .

فماذا نحن فاعلون ؟

فماذا هم فاعلون ؟

فماذا لكم أن تفعلوا ؟

ههههههههههههههه لقد فعلتم الكثير في مهرجان قرطاج السينيمائي في دورته الخمسين …

حظروا كثيرا في الإفتتاح !

هللوا كثيرا في الإحتفال !

هناك وجوه شابة في الإفتتاح !

رأينا الكثير من النقائص !

شاهدنا عروض أزياء فيها الجميل فيها الرائع و فيها المسوق …. لاحضنا القليل من الإيجابيات .

و لكن كل هذا لا يهم فهي مجرد بروتوكولات هاوية و فلكلور جاف يرهقوني عندما أتحدث عنه كما أرهق النخبة الفنية الحقيقية .

المهم يكمن في : أن عدد المتفرجين تقريبا بلغ 51551 ألف مشاهد !

هذا جميل !!!

و لكن هناك بعض الجزئيات التي ربما توضح لنا ماوراء هذا العدد ؛

أتحدى الجميع و منهم من كانوا حاضرون في الإفتتاح و في الإختتام أن يجيب على هذه الأسئلة :


• متى تم تأسيس هذه الأيام السينيمائية ؟؟؟

• من هو الطاهر الشريعة ؟؟؟

• ما معنى كلمة تانيت ؟؟؟؟ ( الأغلبية منكم سيجيبون على أنها جائزة )

• ماهو إسم الفيلم الذي شاهدته ؟؟؟؟ ( الأغلبية سيجيبون أنه إفريقي أو مغربي أو فرنسي …)

• من يكون مدير المهرجان ؟

• كم من مرة يعقد هذا المهرجان ؟

• ماهي قصة السجادة الحمراء ؟

• لماذا لم يتم الإفتتاح و الإختتام في المسرح البلدي ؟

ماهو تحليلك للفيلم الذي شاهدته ؟ ( الكثير سيجيب ؛ تحفون ، ماسط ، مزيان ، فيه خدمة الصوت مش حاجة .و هم في حقيقة الأمر لا يميزون بين المؤثرات الصوتية و الإلكترونية و بين المستويات الصوتية و المسيقي الخالصة ….)

ما هو الفرق بين فيلم قصير و فيلم طويل ….. إلخ إلخ إلخ !!!

كثيرا منكم في الإفتتاح و في الإختتام شعر بنوع من الإغتراب و أنتبه لطاقته الفنية التي تتجامع عليها القوى من أجل قتلها شيئ فشيئا عبر إستدعاء و تكريم أشباه المنحرفين في رحاب الطاهر الشريعة
فنحن في بلاد يكرم فيها المهلك و يهان فيها المبدع .

نحن في مجتمع يصنع الجوع الروحي !

نحن في مجتمع يغيب فيه الفنان و يحظر فيه النكرة ( حتى لا أعمم هناك من يستحق تلك المناصب و الكراسي لأنه أهل لتلك المكانة …. )

نحن في بلاد تصنع القهر !

نحن في مجتمع ينجب عقولا مصحوبة بإعاقات مختلفة !

نحن في بلاد تكبل الإبداع !

الكثير منكم لاحظ اني تحدثت قليلا عن موقعة ال JCC رغم أنه عنوان المقال و تحدثت كثيرا في مفردات عديدة أهمها العائلة ، الشارع ، المستقبل ، الجيل ، الأطفال ….

لأن ما شهدناه في أيام jcc و في ما وراء كواليس JCC هو نتيجة لما تحدثت عنه كثيرا فأيام قرطاج السينمائية بريئة من الممارسات الشنيعة .

فموقعة ال JCC هي مجرد نتيجة فنية هابطة تشمل كل المستويات و القطاعات داخل المجتمع التونسي
فالJCC هو صورة نوعية لتونس تعكس تطرف التونسين ، تعكس إنغلاق التونسين و تعكس إنفتاح التونسين و تعكس مشاكسة التونسين و تعكس التقليد المبهم للتونسين و تعكس درجة قهر فئات عديدة من التونسين .

و تعكس مدى تداخل الوعي و لاوعي التونسين تعكس مدى تكبيل الأنا الأعلى للتونسين تعكس مدى يقظة و فطنة و غرارة و غباء بعض التونسين jcc يوضح لنا مدى ضعف غريزة التونسين ، يؤكد لنا أننا شعب المناسبات ، يعرفنا بمجموعة من الفنانين أصحاب هيبة ووجاهة بما أنهم رفضوا الحظور في الإفتتاح و الإختتام ، jcc يوجه رسالة مشفرة فحواها أن هذه البلاد محصنة من الفن الراقي

# ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻔﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺻﻴﻼً، ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎً .. ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﻟﺪﻯ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺎﻃﺒﻬﻢ # " ﺗﻮﻟﺴﺘﻮﻱ.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات