لم يتقدّم أحد لشراء سيارتين من نوع "فيراري"، عرضتهما مصلحة الضرائب الإسبانية للبيع، لغلاء ثمنهما، إذ يبلغ ثمن الواحدة ثلاثمائة وخمسون ألف يورو.. وكان الملك الإسباني السابق قد تلقّى السيارتين هدية عندما زار دولة الإمارات العربية المتحدة. لكنه قبلهما على مضض، لأن الأعراف تقضي بعدم رفض الهدايا ولا بيعها أو إهدائها، لكنه امتنع عن استعمالهما أو حتى الظهور إلى جانبهما، خشية احتجاج الإسبان عليه. وتمّ عرضهما للبيع تجاوزا للأعراف، في إطار سياسة التقشف والتخلي عن مظاهر البذخ، في القصر الملكي الإسباني. وللتخلص من تكاليف الصيانة المرتفعة، والإسهام بثمنهما في مشاريع ترميم مستشفى أو مدرسة.
ذكّرني هذا الخبر، بحرص بعض وزرائنا على زيارة بعض الدول التي عرف حكامها بالهدايا والعطايا، رغم أن مجال التعاون بين تونس وهذه الدول في مجال وزاراتهم ضعيف جدا وشبه منعدم.
لم يسلم من هذا الطمع المهين، حتى بعض الوزراء المحسوبين على الثورة. فيا حسرتاه..
بل إن بعض سياسيينا لا يخجل من الطلب والتسوّل لدى الأمراء الخليجيين. وقد حدّثني أصدقاء من دول الخليج عن بعضهم، بما يؤلم من سلوك بعض ساستنا.
القانون الإسباني ينصّ على ألاّ تتجاوز قيمة الهدايا التي تمنح لزعماء الدول الذين يزورونها، مبلغ المائة وخمسين يورو فقط. لذلك، زهد ساستنا في زيارتها، وولّوا وجوههم قبل دول الخليج، لعلّهم يظفرون بهذه الغنائم والهدايا.
اللهم إنّا نعوذ بك من الذلّ.