أعجبتني وزيرة العدل الفرنسية، التي اختارت الاستقالة، انسجاما مع قناعاتها..
حضرت حفل تسليم مهامها الوزارية للوزير الجديد، ثم وضعت الخوذة على رأسها، وركبت دراجة هوائية، وغادرت الوزارة .. ومضت في طريقها.
هي ترفض التمديد في حالة الطوارئ، وتعتبرها مدخلا خطيرا لانتهاك حقوق الإنسان، والرئيس هولاند يريد تمديدها، ويقول معارضوه من داخل حزبه، إنه يريد الاستمرار في حالة الطوارئ لغاية انتخابية بحتة.
يا راكبة الدراجة، المنحازة بشرف للمستضعفين، جماعتنا لا يقبلون إلا المرسيديس، لأنهم كانوا وزراء بضعة أشهر.. يرفضون التنازل عن المرسيديس التي اشتُريَت لهم بأموال المحرومين، وكانوا يتردّدون على المدارس وأرجلهم حافية وبطونهم خاوية. وجيرانهم ورفاق دربهم، مازالوا يكتوون بمختلف أنواع الحرمان، وأصناف الظّلم المقنّن..
علّميهم، يا توبيرا، أيّتها السمراء الثّائرة، يا وزيرة عدل فرنسا المستقيلة، أن الوفاء للمبادئ، وخدمة النّاس، لا تلتقي مع الكراسي الوثيرة، وحبّ المرسيديس، وثقافة المرسيديس المخزية. وأنّ التردّد على فنادق الخمسة نجوم، يضاعف لعن صاحبه خمس مرّات، إذا كان ثلاثة أرباع أبناء الوطن كادحون، محرومين من جلسة مريحة في غرفة دافئة..