حاصرتم الأقصى فحوصرتم، نشرتم جندكم فانتشرت الجماهير تواجههم بلا خوف، قتلتم ثلاثة فقتلنا ثلاثة يوم مقدسي أغر، ممهور بتوقيع عمر العبد في آخره، فقد كان وزنه في المعادلة بوزن جميع من سواه. يوم عزيز لم نشهد مثله منذ سنين. الحمد لله أن من به علينا بعد سنين من النكسات والتراجع.
تدير الحكومة الصهيونية معركة بوابات الأقصى بنفسية "لاعب القمار الخاسر". بعد الصفعة التي تلقتها في عملية الجبارين كان يمكنها أن تبتلع مرارة الخسارة بصمت وبحملة انتقامية كعادتها من أسر الشهداء، لكنها أبت وأغلقت الأقصى؛ وكان يمكنها أن تفتح الأقصى كما هو بعد الحشد الجماهيري لنصرته، لكنها رفضت ابتلاع الهزيمة ونصبت البوابات الإلكترونية محاولة فرض واقع جديد في المقابل.
بعد الهبة المقدسية كان يمكنها حتى الخميس تفكيك البوابات والاكتفاء بهذا الحد، لكن مجلسها الأمني المصغر قرر بالإجماع إبقاءها، حتى جاء الجمعة وارتقى ثلاثة شهداء وقتل ثلاثة مستوطنين وطاف في القدس وأنحاء فلسطين طوفان الغضب وترددت أنحاؤه في العالم العربي والإسلامي.
ورغم حاجتها العاجلة لحل ينزلها عن الشجرة التي صعدتها، إلا أنها تحاول فرض التفتيش اليدوي ومكعبات الإسمنت مكانه لتستمر في التصرف ضمن العقدة ذاتها لتتكبد خسارة إضافية في كل مرة.
الاعتقاد مكان المطلقات، لا مكان فيه لنصف توحيد أو لننصف مقدس؛ فالمقدس لا يقبل الشراكة أو الاقتسام؛ لا بنصف ولا ربع ولا واحد على مئة ولا على ألف. المشكلة في محاولة تقسيم المقدس لا تتعلق بنسبة التقاسم، بل بالتقاسم كمبدأ من الأساس، معركتنا على هوية الأقصى أمامنا فيها خيارين: النصر أو النصر، ولا مكان فيها لأنصاف الحلول.
لم تبذل الدماء ويرتقي الشهداء لنقبل أنصاف الحلول. لم يُدفنوا على عجل بلا وداع ليُساوٓم على ما أرادوه. الحل الوحيد بالعودة إلى ما كان عليه المسجد قبل يوم ١٤-٧-٢٠١٧ وإلغاء قوائم المنع كاملة.