هذا هو الكيان الصهيوني الذي تتسابقون لاحتضانه والتمرغ في أحضانه… تكسره سواعد الشباب المجاهد في خان يونس فتفسد عمليات وحداته الخاصة وتطردهم تحت النار...
يعدل مسارات رحلاته الجوية تحت النار، يحسب تصعيده ضد غزة المحاصرة بالورقة والقلم، وتفرض عليه معادلة الدم بالدم والقصف بالقصف…
أتدرون لماذا لا نخشى تطبيعكم؟ لأنكم ترتمون في حضن مشروع آن زواله، ولم يعد بيننا وبين ذلك إلا الزمن... لم يعد الأمر كما كان في التسعينات حين كان العصر الأمريكي والصهيوني صاعداً.
سنبقى أبد الدهر نغبط تلك اليد التي ضغطت الزناد ورمت بهذا الإحكام والتمكن فأحالت تلك الحافلة العسكرية جمرةً متفحمة…
ونغبط اليد التي صورت هذه اللحظة فأخرجت إحدى روائع الحرب النفسية التي هزت معنويات العسكرية الصهيونية.
معادلة القصف بالقصف تؤكدها المقاومة مرة بعد مرة...وبجرأة أكبر ومدىً أبعد في كل جولة. قبول الصهاينة بهذه المعادلة دون الذهاب لحرب "تأديبية" على الطريقة المعتادة في العقل الصهيوني يعني أنهم يقرون بعدم قدرتهم على الحرب الشاملة في الظروف الحالية، وأنهم يدركون محدوديتهم في هذه المرحلة... بينما معظم صف النخبة الفلسطينية والعربية يرفض أن يراها أو حتى أن يقر بوجودها.
قد نكون أمام محاولة صهيونية لتكريس معادلة الاستنزاف مقابل الاستنزاف، مقابل استمرار مسيرات العودة تستأنف الاغتيالات والعمليات العسكرية "الموضعية" عبر الحدود…
نتيجة مواجهة الليلة ستحدد مصير هذه المحاولة.