-1-في الساحة الخارجية للمعرض استوقفني ضابط امن بزيه النظامي رفقة زميل له بالزي المدني .بادرا بالحديث عن حضوري في برنامج حكايات تونسية ،و شكرا توازن المقاربة و الحديث .اوضحت ان ما يهمنا هو الفهم و التجاوز و المستقبل كي لا يتكرر الماضي ،و اننا نثمن التطور الذي تشهده مؤسستنا الأمنية مع ضرورة تدعيم ذلك .
في بلادنا حصلت ثورة .يكتشف عون الامن مواطنيته و يكتشف المواطن مسؤوليته عن امن البلاد .
-2-في منعرج ما قابلت اميمة و هبة و عزيزة .مضى زمن لم ارهن فيه ،فتحادثنا عن الكتب و السياسة و الدراسة و الشباب ،وعن النجاح المهني و النشاط المدني و المسارات السياسية .شجعنا هبة ان تستكمل الخطوات الاخيرة في رسالة الماجستير .و سنحاسبها. و نصحنا اميمة ان تنظر بشكل مختلف لحياتها المهنية .
التحق بحديثنا مثقف لا نعرفه و التحم بحديثنا و تواعدنا على مقهى سياسي نتطارح فيه هموم البلاد .
-3-مع صحفي مولع بالثقافة تحادثنا مطولا عن السياسة و التربية و الثقافة .قال :لقد استغرقتكم السياسة و مرضتم بنهم الحكم .لا بد من ورشات واسعة للمراجعات .لا بد من وقفة كبرى .لم لا نعيد طرح سؤال طه حسين :مستقبل الثقافة في مصر ؟
-4-قمت بجولة بين الكتب .بدا لي المعرض اقل ثراء و تنوعا من المعتاد .
انتقيت عددا من العناوين:
بالطبع هناك معلم اسمه عبد الوهاب المسيري .شارك في نقل المباحث الدينية و التصورات و علم العقيدة الى افق فكري اخر .علم الكلام القديم استجاب لحاجة مجتمعية و لأفق فكري انساني سائد .المسيري و بيغوفيتش و طارق رمضان على خطى محمد اقبال ومالك بنبي يحققون ثورة .لا يزالون أغرابا بين اهلهم .
للمعلم اقتنيت مجموعة حوارات بعنوان "في الثقافة و المنهج ".
من عناوين الضجة ايضا ،او الكتب التي تحرك السواكن كتابات وائل الحلاق صاحب الدولة المستحيلة .اقتنيت له كتابي :"ما هي الشريعة ؟" و "مدخل الى الشريعة الاسلامية ".
ربما ننتبه في وقت ما ان اكثر الكلمات التباسا هي التي تبدو لنا الاكثر بداهة بادي الراي .
و في باب المراجعات اقتنيت للباحث المغربي بلال التليدي"الحركة الإصلاحية الثالثة ،او ما بعد ازمة المشروع الفكري عند الحركة الاسلامية ".
-5-و كما تلتقي صديقا قديما بالاحضان التقيته .في مكان ما تباع كتب فرنسية مستعملة .مررت أحييها و اتصفح بسرعة العناوين .لما وجدته كدت اصرخ .احيانا بعض الكتب تصنعنا . »La 25heure de Virgil Gheorghiu»من الكتب التي صنعتني منذ ان قرأته اول مرة سنة 1982.اشتريته مرات كثيرة .و كل مرة التقيه احتضنه .
« Cela dépasse la littérature. Le livre vous brasse et vous remue jusqu’aux plages les plus lointaines de l’être ».
رجعت بكتابي فرحا مسرورا ،كما كانت تقول تلك النصوص.
-6-في جناح برسبكتيف -العامل التونسي وجدت كالعادة مجموعة من مناضلي يسار الستينات و السبعينات .لا يزال لديهم نفس النشاط رغم تقدم العمر ،ربما يتفقدون مرابع الأحلام .قلت لأحدهم مازحا :ها انا ألتقيكم مرة في السنة .تبادلت بعض الحديث مع عزالدين الحزقي و مع سمير بلحاج يحي ،الاكثر شبابا بينهم.
قلت لسمير :قد ننتبه يوما ما اننا لم نحسن ادارة فرصة اتيحت لنا .قد ننتبه يوما ما اننا أسأنا التموقع .قد ننتبه يوما ما ان الخلاف بيننا لم يكن بالعمق الذي صورناه لأنفسنا او صور لنا .
اقتنيت بعض الكتب و اتفقنا على مواعيد .