من حكايات الخريف :بيدبا شارحا درويش.

Photo

وقال دبشليم:ولقد احترت ايها الحكيم في دلالة ذلك المقطع لمحمود درويش حيث لا اتجاه و لا بوصلة ،ولا يمين ولا يسار و لا وسط:

"...وأنا التوازُنُ بين مَنْ جاءوا ومن ذهبوا

وأَنا التوازُنُ بين مَنْ سَلَبُوا وَمَنْ سُلِبوا

وأَنا التوازُنُ بين مَنْ صَمَدُوا وَمَنْ هربوا

وأَنا التوازُنُ بين ما يَجِبُ:

يجب الذهابُ إلى اليسارْ

يجبُ التوغُّلُ في اليمينْ

يجبُ التمترُس في الوسطْ

يجبُ الدفاعُ عن الغلطْ

يجبُ التشكُّك بالمسارْ

يجبُ الخروجُ من اليقينْ

يجبُ الذي يجبُ .."

مديح الظل العالي /بيروت 1982

يجب ان تتخيلوا الان بيدبا مثل شراح نصوص العربية المساكين عندنا ،حاملا ميدعة بيضاء يمسح فيها غبار الطبشور ،واقفا امام سبورة عتيقة ،يتثبت في حروفه بنظارات قعر زجاجة .

لكن تلميذه ليس ذلك المراهق الحالم بعقد مع احدى فرق العاصمة، او بحرقة لبلاد الطليان ،و انما تلميذه ملك محتار .وحيرة الملوك مضرة.

-اعلم ايها الملك السعيد ان الشعر كثيرا ما يقترب من حالة الكشف .فبه تنكشف الحجب ،و عبره تتكثف العبارة و تنفتح ابواب الحكمة ،حتى لقد يحدث بعض الشعراء نفسه ببلوغ حالة النبوة و قد راع السيد درويش ، في عصرنا هذا،اختلاط السبل و ضياع البوصلة وتداخل الاجناس ،فلا يعلم ليل من نهار، و لا شمال من يمين ،حتى لقد يغدو الامر مضحكا في كثير من الاحيان .

قد نقل صديق لنا حضوره ندوة سياسية مع صديقة من "الطيف الديموقراطي التقدمي "الذي صادفته ثورة فرأى السياسة بوابة للارتزاق اصلا ،و للمجد ربما ،فاذا بها تحيي جمهور قناة العربية في حين كانت على قناة BBC ARABIC. ضحك المقدم و لم يرف لصديقتنا جفن.

و نقل اخر عن زميل لها شكواه من الخطر على الديموقراطية والمدنية و الحداثة.كان يفعل ذلك في قناة شعارها منشار .

ونقل ثالث خبر يسار يخدم بحماسة اعداءه الطبقيين.

و اعلم ايها الملك السعيد انك ان رأيت ذلك فقد اقتربت الساعة… الانتخابية ،و الساعة ادهى و امر .

و هنا سكتت شهرزاد عن الكلام المباح .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات