كانت تجربة مشوقة كثيرا أن تنتهي مسيرة الحزب الذي قُدم على أنه رأس القطب المعاكس للنهضة و عنوان التوازن على هذا النحو الفضيع ..و هو يخسر وجوده كليّا.
الأمر لا يتعلق بتحول كتلته البرلمانية الى كتلة ثانية أو ثالثة .. القضية أعمق فالحزب تعرض الى تجفيف كل منابعه و إنهيار أرصدته و الطعنة الأولى بتحالفه مع رأس القطب الثاني بعد سباق تأسس على أساس العداوة و ما ترتب عنه من موجة إستقالات أولى تزعمها محسن مرزوق …
و ما أبقاه التقارب مع النهضة أنهاه نفوذ الإبن البار لوالده حافظ قائد السبسي ! عنوان الفشل الأخير و الطعنة الأخيرة هي بيان البارحة الذي نسب الحكومة الى النهضة (حكومة النهضة كما ذكر البيان) و الحال أنّ رئيسها رفقة 12 وزير آخر ينحدرون من هذا الحزب.
و بصرف النظر عن الخفايا و الجهات التي تتصادم وراء الستائر خلف هذا الصراع ... النهاية مأساة و لكنها مستحقة لهم و لتكون عبرة لهم و لأمثالهم من الذين إعتادوا تسويق غير الحقيقة و الإستثمار في القضايا الهامشية و انتهاز الفرص الغير سانحة!
و لا مناص من أخذ الدروس من هذه التجربة السيئة و الدرس الأول أن الإنتصار في لا يرافقه الإنتصار السياسي في كل الأحوال!!!